قال ابن الجوزي: «ومن تمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة، وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله؛ فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله؛ فهو المغبون؛ لأن الفراغ يعقبه الشغل، والصحة يعقبها السقم، ولو لم يكن إلا الهرم، كما قيل:
قال محمد بن حاتم الترمذي:«رأس مالك؛ قلبك، ووقتك، وقد شغلت قلبك بهواجس الظنون، وضيعت أوقاتك بارتكاب ما لا يعنيك، فمتى يربح من خسر رأس ماله»؟ !
فيا من ضيعت العمر في لذاذات النفس .. وأفنيت أيامك في السعي خلف الشهوات .. أما سمعت بخبر أقوام لا تمضي أيامهم في غير التسبيح .. والذكر .. وفعل الصالحات؟ !