(٢) عبارة: "قاله أبو نعيم" في الأصل فقط. (٣) البخاري كتاب بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، ح (٣١٩٩) ، ٦/٢٩٧، وكتاب التوحيد، باب "وكان عرشه على الماء" "وهو رب العرش العظيم"، ح (٧٤٢٤) ، فتح الباري ١٣/٤٠٤، وكتاب التفسير، باب "والشمس تجري لمستقر لها"، ح (٤٨٠٢) ، ٨/٥٤١. وأخرجه مسلم من عدة طرق، كتاب الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، ح (١٥٩) ، ١/١٣٨-١٣٩. وأورده ابن كثير في تفسير سورة يس (٦/٥٥٢) . وكما ترى فإن الشاهد من الحديث واضح من قوله: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها ... " وهذا يدل على إثبات العرش، وأن الله مستو عليه، كما يدل على صفة العلو لله تبارك وتعالى، لأن الشمس يشاهدها كل مخلوق، وأنها في السماء، فإذا كان تذهب للسجود تحت العرش وهي في السماء، والعرش أعلى المخلوقات، والله فوق العرش، فإن ذلك دليل على أن الله له العلو المطلق تبارك وتعالى، وعلو المكان من أبرز أوجه العلو الثابتة له سبحانه. يقول الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (يّس: ٣٨) : في معنى قوله (لمستقر لها) قولان: أحدهما: أن المراد مستقرها المكاني، وهو تحت العرش مما يلي الأرض من ذلك الجانب، وهي أينما كانت فهي تحت العرش هي وجميع المخلوقات، لأنه سقفها، وليس بكرة كما يزعمه كثير من أرباب الهيئة، وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة، وهو فوق العالم مما يلي رؤوس الناس، فالشمس إذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة، تكون أقرب ما تكون إلى العرش، فإذا استدارت في فلكها الرابع إلى مقابلة هذا المقام وهو وقت نصف الليل، صارت أبعد ما تكون عن العرش، فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع، كما جاءت بذلك الأحاديث. ثم ساق حديث أبي ذر هذا من طرق متعددة. تفسير القرآن العظيم ٦/٥٦٢. ونرى هذا الحديث مبسوطا في إحدى طرقه عند مسلم حيث ساقه بسنده إلى أبي ذر رضي الله عنه، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوما: "أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال