(٢) في النسخ الأخرى: "أبو سهل بن زياد" وهو كنيته وجده الثاني. (٣) في النسخ الأخرى: "البرتي" بدل "بن عيسى". (٤) من النسخ الأخرى. (٥) والحديث أخرجه البخاري في كتاب المواقيت، باب فضل صلاة العصر، ح (٥٥٥) ، ٢/٣٣، وكتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْه} ، ح (٧٤٢٩) ، فتح الباري ١٣/٤١٥. وباب كلام الرب مع جبريل، ونداء الله الملائكة، ح (٧٤٨٦) ، ١٣/٤٦١. ومسلم في كتاب المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، ح (٦٣٢) ، ١/٤٣٩. والنسائي في كتاب الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة، ١/١٩٤. وأحمد في المسند ٢/٢٥٧، ٣١٢، ٤٨٦. ومالك في الموطأ، باب جامع الصلاة، ح (٨٢) ، ١/١٧٠، وابن خزيمة في التوحيد ص ١١٧. ومحل الشاهد في الحديث: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثم يعرج الذين باتوا فيكم". قال ابن الأثير: في أسماء الله تعالى "ذو المعارج"، والمعارج: المصاعد والدرج، واحدهما معرج، يريد معارج الملائكة إلى السماء، وقيل: المعارج الفواضل العالية، والعروج: الصعود كأنه آلة له. النهاية ٣/٢٠٣. وقال في اللسان: وفي التنزيل: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ، أي تصعد، يقال: عرج يعرج عروجا. وفيه: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} ، المعارج: المصاعد والدرج. وقيل: معارج الملائكة، وهي مصاعدها التي تصعد فيها، وتعرج فيها، وقال الفراء: "ذي المعارج" من نعت الله، لأن الملائكة تعرج إلى الله، فوصف نفسه بذلك. انظر: مادة "عرج". ومن هذا يتضح لنا أن معنى: "ثم يعرج الذين باتوا فيكم" أي يصعدون إلى الله عز وجل في السماء، وإذا كان العروج هو الصعود، والصعود لا يكون إلا من أسفل إلى أعلى، فإن هذا دليل على علو مكان الله عز وجل، وأن الملائكة تصعد إليه ليسألهم: كيف تركوا عباده سبحانه -وهو أعلم بهم- فكيف لمحرف بعد هذه الصراحة والوضوح، أن يدعي أن الله ليس في السماء، وأنه في كل مكان، أو أنه ليس في مكان؟! أليست هذه مكابرة، ومعارضة صريحة لله تعالى، فهو يخبر عن نفسه، ويخبر عنه رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يدل صراحة على علو مكانه، والعقل والفطرة شاهدان على ذلك، وهؤلاء الأدعياء يقولون: لا، ليس في السماء معللين بعلل واهية، ومتشبثين بما يؤدي بهم إلى الباطل، ويسلك بهم سبيل الضلالة، ضاربين صفحا عن المنهج الأقوم الذي سلكه سلف هذه الأمة. كما سبق أن أوضحنا.