للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسمائهم عبارة: "ألهت قولم"، أي: "سادة أقيال"، وهي جملة تدل على أنه هو وابنيه كانوا أقيالًا، فإن كانت كلمة "قولم" اسم علم، صار معناها "آلهة قولم"، أي "سادة قول"، على اعتبار أن "قول" اسم قبيلة، ولا يفهم من التفسيرين على كل حال أن "عبد كلال" كان ملكًا. وقد دون هذا النص عند بنائهم بيت "يرت": "براو وهشقرن بتهمو يرت", وذكرت بعد هذه الكلمات جملة: "بردا رحمنن"، أي: "بعون الرحمن" وذلك في سنة "٥٧٣" من التأريخ الحميري، المقابلة لسنة "٤٥٨" الميلادية١. وليست في هذا النص إشارة لا إلى ثورة, ولا إلى ملك، ولا إلى تعلق بآلهة قديمة ودفاع عنها بل الأمر على العكس، فجملة "بردا رحمنن" تدل على أنه كان مثل "شرحبيل يعفر" موحدًا أيضا، يدين بإله واحد، هو "الرحمن" الذي ظهرت عبادته متأخرة كذلك، وأنه لم يكن على دين أجداده في عبادة "المقه" وبقية الأصنام.

وذكر الأخباريون أن من ملوك حمير ملكًا اسمه "عبد كلال"، وكان مؤمنًا يدين بدين المسيح، فآمن بالنبي قبل مبعثه. ومن ولده "الحارث بن عبد كلال" وهو أحد الملوك الذين وفدوا على رسول الله من ملوك حمير، فأفرشهم رداءه، وهم: "الأبيض بن حمال"، و"الحارث بن عبد كلال"، و"أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح"، و"وائل بن حجر الحضرمي", يضاف إليهم "جرير بن عبد الله البَجَليّ"، و"عبد الجد الحكمي" في رواية أخرى٢. ودون اسمه في نسخة "كتاب التيجان" المطبوعة على هذه الصورة "عبد كاليل بن ينوف"، وجعل ملكه أربعًا وستين سنة، وذكر أنه حكم بعد "عمرو بن تبان"، وأنه كان مؤمنًا على دين عيسى، ولكنه ستر إيمانه٣.

وجعله بعض المؤرخين "عبد كلال بن مثوب"، وذكروا أنه وثب على ملك التبابعة بعد وفاة "عمرو بن تبان أسعد" عن أولاد صغار، وأكبرهم استهوته الجن، فملك أربعًا وتسعين سنة، وهو تبع الأصغر، وله مغازٍ وآثار بعيدة, فلما توفي ملك أخوه "مرثد"، وقد ملك سبعة وثلاثين عامًا٤.


١ Background, P.١١٧, Sab. Inschriften, S. ١٩٢
٢ منتخبات "ص٩٣".
٣ التيجان "ص٢٩٩"، حمزة "ص٨٧".
٤ التيجان "ص٢٩٩"، صبح الأعشى "٥/ ٢٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>