كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام

الفصل الحادي والأربعون بعد المئة: المعربات - مدخل - ج: 16 - ص: 350

فقال امرؤ القيس:

أرِقت له ونام أبو شريح

فقال التوأم:

إذا ما قلتُ قد هدأ استطارا"

على آخر الشعر١. وإذا صح هذا التمليط، تكون هذه اللفظة قد وردت فيه لأول مرة في شعر جاهلي.

ومن الألفاظ التي لها صلة بالمجوسية لفظة "موبذ" و"موبذان"، بمعنى الرئيس الديني للمجوس. من أصل "موبد"، بمعنى كاهن ورجل دين عند الفرس القدماء٢.

وفي باب المأكولات والمشروبات وما يتعلق بهما، نجد المعربات عن الفارسية أبرز وأظهر من المعربات المأخوذة من لغة بني إرم، أو من لغة الروم واللغات الأعجمية الأخرى فـ"الباذق"، وهو ضرب من الأشربة، من أصل فارسي، هو "باذه" "باده" بمعنى خمر، أي: شراب مسكر٣. ولفظة "باطية" ويراد بها إناء زجاج للشراب، من أصل "بادية" أي: جرة٤. و"البالغاء"، بمعنى الأكارع من أصل "بابها" بمعنى أرجل٥. و"الجلاب" أي: ماء الورد، من أصل "كُلْ آب"، و"كُلْ" بمعنى ورد، و"آب" بمعنى ماء٦. و"الجوزينج" "الجوزينق" من الحلاوات، وتعمل من الجوز. من أصل "كوزينة"٧.

و"الخربز" البطيخ، من أصل "خربوزة"٨ و"الخشكنان"٩، و"الخشكار"،

---

١ اللسان "٦/ ٢١٣ وما بعدها"، "مجس".
٢ غرائب اللغة "٢٤٦".
٣ المعرب، للجواليقي "ص٨١"، غرائب اللغة "ص٢١٧"، الخفاجي، شفاء الغليل وما دخل في كلام العرب من الدخيل.
٤ المعرب "ص٨٣"، غرائب اللغة "ص٢١٨"، الدراسات الأدبية، ١٩٥٣، الجزء "٢ و٣"، "ص٩"، التبادل اللغوي بين العربية والفارسية، لجلال الدين همايوني، السنة الثانية ١٩٦١م، "ص٣٧٥"، "صور من التعريب ونقل المعاني من الفارسية إلى العربية".
٥ المعرب "ص٥١"، غرائب اللغة "ص٢١٨".
٦ المعرب "ص١٠٦"، ابن حجر، الفتح "١/ ٣١٧"، غرائب اللغة "ص٢٢٣".
٧ المعرب "ص٩٩"، غرائب اللغة "ص٢٢٤".
٨ المعرب "ص١٣٧"، "غرائب اللغة "ص٢٢٥".
٩ المعرب "ص١٣٤".