للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنهم لم يكونوا يعرفون تلك الأطعمة، وباحتكاك العرب بالفرس وببني إرم الذين اقتبسوا من الفرس بعض تلك المأكولات تعلموا منهم أنواع الأطعمة، وأخذوا منهم أسماءها أيضًا، ودخلت على بعضها الصنعة، لتحويلها وفق قواعد النطق العربي.

وينطبق ما قلته عن المعربات الفارسية في الأكل والمشروبات وما يتعلق بهما، على المعربات من الفارسية في العطور والروائح والطيب وما يتعلق بها، وعلى بعض العوائد الاجتماعية، ولا سيما بين العرب الذين كانوا على اتصال مباشر بالفرس.

فقد تأثروا بحكم هذا الاتصال بهم، واقتبسوا منهم بعض عوائدهم، مثل استخراج ماء الورد المسمى "جلاب"، وهو "ماء الورد" للتطيب به١. وقد وردت لفظة "الجل"، ومعناها الورد في بيت شعر للأعشى٢. وكذلك "الجلسان"، وقد ذكر أن "الجلسان" من "كلشان" "كلشن"، أي: ما ينثر من الورد على الحاضرين في العرس، وذكر أنها الورد، أو قبة يجعلون عليها الورد٣.

و"القمقم"، قنينة لماء الزهر أو نحوه "قمقمة"٤. وتعني لفظة كوكوميون Koukkoumion، وهي "قمقم" وعاء من نحاس لتسخين الماء في اليونانية٥.

ولعل إحدى اللغتين قد استعارتها من الأخرى. وقد رجع بعض علماء اللغة اللفظة إلى الرومية، أي: اليونانية، وذكر أن اللفظة وردت في بيت شعر لعنترة٦.

و"مسك" من "مشك"٧. و"نافجة" وعاء المسك، من أصل "نافه" من "ناف" بمعنى سرة٨.

واستعارت العربية من الفارسية ألفاظًا من الألبسة والأنسجة والخياطة، وذلك


١ المعرب "ص١٠٦".
٢ وشاهدنا الجل والياسمين والمسمعات بقصابها.
المعرب "ص١١٥".
٣ المعرب "ص١٠٥ وما بعدها، غرائب اللغة "ص٢٢٣".
٤ المعرب "ص٢٦٠"، غرائب اللغة "ص٢٤١".
٥ غرائب اللغة "ص٢٢٦".
٦
وكأن ربا أو كحيلا معقدا ... حش الوقود به جوانب قمقم
المعرب "ص٢٦٠".
٧ المعرب "ص٣٢٥"، غرائب اللغة "ص٢٤٥".
٨ المعرب "ص٣٤١"، غرائب اللغة "ص٢٤٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>