للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوتاد، والأسباب، والخرم، والزحاف. وقد ذكرت العرب في أشعارهم السناد، والإقواء، والإكفاء، ولم أسمع بالإيطاء. وقالوا في القصيد، والرجز، والسجع، والخطب، وذكروا حروف الروي والقوافي، وقالوا هذا بيت وهذا مصراع"١.

وقد أباح علماء الشعر للشاعر ما لم يبيحوه للناثر من ضرورة دعوها: "ضرورة الشعر". وقد جاءوا بأمثلة على ذلك، اعتذروا عن بعضها، وأوجدوا لها مخارج في الإعراب، وعدوا بعضًا منها من "العيب في الإعراب"٢، وورد: "الشعراء أمراء الكلام، يقصرون الممدود، ويمدون المقصور، ويقدمون ويؤخرون، ويومئون ويشيرون، ويختلسون ويعيرون ويستعيرون. فإما لحن في إعراب، أو إزالة كلمة عن نهج صواب فليس لهم ذلك"٣.

وقد تعرض بروكلمن لموضوع "العروض فقال: "وعلى الرغم من أنه لا تزال تعوزنا بحوث شاملة لفن العروض عند قدامى الشعراء، يمكن أن نقرر اليوم بحق أن هذا الفن كان يعتمد عندهم على قواعد ثابتة. نعم نجد في بعض قصائد الشعراء الأقدمين أبياتًا خارجة عن العروض الذي وضعه الخليل بن أحمد، وما وضعه سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط في كتابه العروض، كما في قصائد المرقش الأكبر، وعبيد، وعمرو بن قميئة، وامرئ القيس، وسلمى بن ربيعة. ويبدو أن هذه الظواهر آثار قليلة لمرحلة من النمو لم نقف على كنهها بعد.

وبذل الشعراء المتأخرون محاولات للتخلص من قوانين العروض العربي ولكنهم قلما خرجوا عليه٤.

وقد تعرض الهمداني لموضوع الشعر العربي وقواعد العروض، وخروج الشعر على سلطة هذا العلم، فقال: "أنشدني سعيد بن أبحر الهمداني، وكان شاعرًا بدويًّا مطبوعًا:


١ البيان والتبيين "١/ ١٣٩".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٤٢ وما بعدها".
٣ المزهر "٢/ ٤٧١".
٤ بروكلمن، تأريخ الأدب العربي "١/ ٥٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>