للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هِجْرَس ١ بن محمد بن شافع الصميدي ٢ الأصل المصري ثم الدمشقي الشافعي:

ولد سنة أربع وسبعمائة وسمع من حسن سبط زيادة وابن القيم٣ وجماعة حضورًا، وارتحل به أبوه سنة أربع عشرة فأسمعه من القاضي تقي الدين سليمان الحنبلي وأبي بكر بن عبد الدائم وطائفة، وأجاز له الحافظ شرف الدين الدمياطي، قال الذهبي: سمعه أبوه جميع تهذيب الكمال من الحافظ أبي الحجاج المزي ثم توفي والده٤ فحبب إليه هذا الشأن فحج وقدم علينا سنة ثلاث وعشرين، وقد صار ذا معرفة فسمع الكثير ثم رجع إلى وطنه فأقام يقرأ ثم قدم من قدم من العام القابل فازداد استفادة ثم قدم سنة تسع وعشرين وذهب إلى حماة وحلب، روى لنا عن أبي حيان قصيدة وأشياء، قلت ثم رجع إلى وطنه فأقام دهرًا ثم قدم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة إلى دمشق فاستوطنها، وسمع جملة من أصحاب ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر ومن بعدهم، وولي مشيخة النورية والزاوية والفاضلية والعزية وحج عام اثنين وخمسين، وحدث بطريق الحجاز الشريف وخرج لنفسه معجمًا استوعب فيه شيوخه وعمل تاريخ بغداد٥.

أخبرنا الحافظ تقي الدين محمد بن رافع السلّامي ٦ بقراءتي عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بدمشق قال: أخبرنا إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب الأنصاري وأبوعلي الحسن بن علي الكردي قالا: أخبر نا أبو الحسن علي بن محمد السخاوي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا الخليل بن عبد الجبار التميمي قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي النقاش قال: أخبرنا أبو صالح.


١ بكسر هاء وسكون جيم وكسر راء وبسين مهملة ذكره صاحب مجمع بحار الأنوار في المغني.
٢ بضم المهملة وفتح الميم وتخفيفها وإسكان التحتية نسبة إلى قرية من قرى دمشق ذكره في ذيل لب اللباب، وهو مصري المولد والمنشأ نزيل دمشق وأصله من صميد بحوران.
٣ يعين علي بن عيسى المارّ ذكره لا ابن قيم الجوزية.
٤ قال الطهطاوي: وقد توفي والده بالقاهرة في ذي الحجة من سنة ٧١٨ وكانت ولادته بدمشق في سنة ٦٦٨، وهو ممن أخذ بدمشق عن الفخر بن البخاري والشمس بن أبي عمرو بالقاهرة عن الشرف الدمياطي والتقي بن دقيق العيد وقد لازم الثاني وقرأ عليه الأربعين التساعية التي خرجها لنفسه في ثاني عيد الأضحى من سنة ٦٩٨ بدار الحديث الكاملية بالقاهرة.
٥ معجمه في أربعة مجلدات وتاريخه ذيل على ذيل ابن النجار على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي. قال جار الله ابن فهد: أقول: وكان إمامًا علّامة حافظًا من كبار الفقهاء مع الورع والزهد والصيانة لكنه ابتلي أخيرًا بالوسوسة وبالغ فيها إلى أن مات بعد وفاة المؤلف على تلك الحالة في يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الأولي سنة أربع وسبعين وسبعمائة -رحمه الله- ا. هـ. قال ابن حجر: وله الوفيات ذيل البرزالي كبيرالفائدة وذيله على ابن النجار في أربعة مجلدات.
٦ ضبطه ابن العماد في الشذرات بتشديد اللام.

<<  <   >  >>