للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أضاف المهدي إلى حماقاته السابقة حماقة أخرى، فقد تجاهل قوة ضارة في المجتمع الأندلسي، وأعني بها الطوائف البربرية التي جعلها المنصور بن أبي عامر عماد دولته، فسلط المهدي عليهم رجاله، فاحتقروهم وأهانوا زعيمهم زاوي بن زيري بن مناد (١)، وقام بعض سفهاء قرطبة بنهب دور البربر، ولما اشتكى زعماؤهم من هذا الفعل، أمر المهدي بضرب رقاب المعتدين (٢).


(١) - أبو مثنى زاوي بن زيري بن مناد، زعيم صنهاجه، دخل الأندلس في بداية عهد عبد الملك المظفر ابن المنصور هو وأقاربه، فأكرمهم المظفر، وفي سنة ٤٠٣ هـ سكن زيري وقومه مدينة إلبيرة بناء على طلب أهلها، ثم بنى مدينة غرناطة ليتحصن بها، وفي سنة ٤١٠ هـ غادر الأندلس إلى القيروان حيث مات فيها مسموماً. انظر: عبد الله بن بلقين. التبيان أو مذكرات الأمير عبد الله، (نشر وتحقيق: ليفي بروفنسال. القاهرة، دار المعارف، ١٩٥٥ م)، ص ١٦ - ٢٥. الذخيرة، ق ١ م ١ ص ٤٥٣ - ٤٦٠، ق ١ م ٢ ص ٥٨٨. ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، (تحقيق: محمد عبد الله عنان، القاهرة، مكتبة الخانجي، ١٣٩٣ - ١٣٩٧ هـ، ١٩٧٣ - ١٩٧٦ م). ١/ ٥١٣ - ٥١٧، مجهول، نبذ تاريخية في أخبار البربر في القرون الوسطى، منتخبة من كتاب مفاخر البربر، (نشر: ليفي بروفنسال، المغرب، مطبوعات معهد العلوم العليا المغربية، ١٣٥٢ هـ/١٩٣٤). ص ٣٥، ٤٣. تاريخ ابن خلدون ٤/ ٦٠. الهادي روجي إدريس، الدولة الصنهاجية تاريخ إفريقية في عهد بني زيري، من القرن ١٠ إلى القرن ١٢ م. (ترجمة، حمادي الساحلي، بيروت، دار الغرب الإسلامي، ط الأولى، ١٩٩٢ م)، ١/ ١٣٣، ١٧٣ - ١٧٥.
(٢) - البيان المغرب ٣/ ٧٥ - ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>