كتاب وسطية أهل السنة بين الفرق

المبحث الرابع: في أسماء أهل السنة وألقابهم عندهم وعند خصومهم - ثانيا: ألقاب أهل السنة عند خصومهم من أهل الأهواء والبدع - ص: 136

وبهذا يتبين أن نبز المرجئة أهل السنة بلقب "الشكاك" لا وجه له يصح؛ وإنما هو من باب التشنيع بغير حق.

٦- ناصبة:

وهو من الألقاب الشنيعة التي رماهم بها الرافضة، وهو لقب يطلقونه على كل من قدم أبا بكر وعمر وعثمان على علي رضي الله عنهم في الخلافة والفضل، سئل بعض أئمة الشيعة عن "الناصب" هل احتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه "الجبت" و"الطاغوت"١ واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب٢.

وهو من المناصبة وهي المعاداة؛ يقال: "ناصبه الشر والحرب والعداوة مناصبة: أظهره له"٣.

وعند الرافضة كل من لم يبغض أبا بكر وعمر رضي الله عنهما؛ فقد أبغض عليًا؛ لأنه لا ولاء لعلي إلا بالبراءة منهما، ثم جعلوا كل من أحب أبا بكر وعمر ناصبيًا٤.

ويبرز صاحب كتاب "الزينة" وجهًا آخر لإطلاق لقب "ناصبي" فيقول: "وروت الشيعة في قراءتهم أن جعفر بن محمد رضي الله عنه٥ قرأ الآية في

---

١ يريد بالجبت والطاغوت: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كما هو ظاهر.
٢ المامقاني: تنقيح المقال ١/ ٢٠٧، المقدمة. اقتبسه الشيخ محب الدين الخطيب في تعليقه على المنتقى، للذهبي ص ٦٤ حاشية ١.
٣ ابن منظور، لسان العرب ١/ ٧٦١.
٤ انظر: ابن تيمية، الفتاوى ٥/ ١١٢.
٥ المأثور الترضي عن الصحابة، والترحم على من بعدهم.