للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأنوار التي هو وقتها وما ليس هو وقته مما قد غطي وعتق واحتيل في بقائه، وإذا الخزائن مفتحة فيها أنواع الأطعمة المفروغ منها والحوائج لما يعمل في الحال إذا طلب، وإذا بركة كبيرة في الدار فخضتها فإذا هي مملوءة سمكا كبارا وصغارا، فاصطدت واحدة كبيرة وخرجت، فإذا رجلي قد صارت بالوحل والماء إلى حد ما رأيت رجله، فقلت: الآن إن خرجت ورأى هذا معي قتلني. فقلت: أحتال عليه في الخروج. فلما رجعت إلى البيت أقبلت أقول: آمنت وصدقت. فقال لي: مالك؟ قلت: ما هاهنا حيلة، وليس إلا التصديق بك. قال: فاخرج. فخرجت وقد بعد عن الباب، وتموه عليه قولي، فحين خرجت أقبلت أعدو أطلب باب الدار، ورأى السمكة معي، فقصدني وعلم أني قد عرفت حيلته، فأقبل يعدو خلفي فلحقني، فضربت بالسمكة صدره ووجهه، وقلت له: أتعبتني حتى مضيت إلى البحر فاستخرجت لك هذه منه! قال: واشتغل بصدره وبعينه وما لحقهما من السمكة، وخرجت. فلما صرت خارج الدار طرحت نفسي مستلقيا لما لحقني من الجزع والفزع، فخرج إلي وضاحكني وقال: ادخل. فقلت: هيهات، والله لئن دخلت لا تركتني أخرج أبدا. فقال: اسمع، والله لئن شئت قتلك على فراشك لأفعلن، ولئن سمعت بهذه الحكاية لأقتلنك ولو كنت في تخوم الأرض، وما دام خبرها مستورا فأنت آمن على نفسك، امض الآن حيث شئت. وتركني ودخل، فعلمت أنه يقدر على ذلك بأن يدس أحد من يطيعه ويعتقد فيه ما يعتقده فيقتلني، فما حكيت الحكاية إلى أن قتل.

أخبرنا علي بن أبي علي، عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق أن الحسين بن منصور الحلاج لما قدم بغداد يدعو استغوى كثيرا من الناس والرؤساء، وكان طمعه في الرافضة أقوى لدخوله من طريقهم، فراسل أبا سهل

<<  <  ج: ص:  >  >>