للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عسكر، قال: سمعت عبد الرزاق يقول: بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة، فقال: إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه، قال: فجاءه النجارون ونصبوا الخشب، ونودي سفيان، وإذا رأسه في حجر الفضيل بن عياض، ورجليه في حجر ابن عيينة، قال: فقالوا له: يا أبا عبد الله اتق الله ولا تشمت بنا الأعداء، قال: فتقدم إلى الأستار، ثم أخذها، ثم قال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر، قال: فمات قبل أن يدخل مكة، فأخبر بذلك سفيان، قال: فلم يقل شيئا.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، قال: حدثني أبي قال: دخل سفيان على المهدي، فقال: السلام عليكم كيف أنتم أبا عبد الله؟ ثم جلس فقال: حج عمر بن الخطاب فأنفق في حجته ستة عشر دينارا، وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال، قال: فأي شيء تريد، أكون مثلك؟ قال: فوق ما أنا فيه ودون ما أنت فيه، فقال وزيره أبو عبيد الله: يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها، قال: من هذا؟ قال: أبو عبيد الله وزيري، قال: احذره فإنه كذاب، أنا كتبت إليك؟ ثم قام، فقال له المهدي: أين أبا عبد الله؟ قال: أعود، وكان قد ترك نعله حين قام، فعاد فأخذها ثم مضى، فانتظره المهدي فلم يعد، قال: وعدنا أن يعود فلم يعد، قيل له: إنه قد عاد لأخذ نعله، فغضب فقال: قد آمن الناس إلا سفيان الثوري، ويونس بن فروة الزنديق، قرنه بزنديق، قال: فإنه ليطلب، وإنه لفي المسجد الحرام، فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه قيل له: لم فعلت؟ قال: إنهن أرحم، ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها حتى مات، فلما احتضر قال: ما أشد الغربة، انظروا لي هاهنا أحدا من أهل بلادي، فنظروا فإذا أفضل رجلين من أهل الكوفة؛

<<  <  ج: ص:  >  >>