للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطإ وفساد، وضلالة وحيرة من عمالها منها، وعلى غير هدى، مثل ظلمات في بحر لجي"١.

قوله تعالى: {وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} .

هذه الجملة تلخيص وتأكيد للمعنى الذي دل عليه المثَل، والمعنى الذي دل عليه السياق.

فالمثَل دل على وجود حجب حجبت هؤلاء الكفار عن أنوار الهداية فهم بعيدون عنها، وأن أهم هذه الحجب هو فعل اللَّه بالختم على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم، والحيلولة بينها وبين النور والهداية، فليس بمقدورهم - والحالة هذه - الحصول على نور يهتدون به، إذ إن ذلك بيد اللَّه وحده، وقد حال بينهم وبينه.

ودل السياق٢ على أن طريق الهداية الوحيد هو تعلم ما نزل من الوحي والهدى على الرسول صلى الله عليه وسلم وأن سبب الضلال هو الإعراض عن ذلك ومعارضته بضده. وهؤلاء قد أعرضوا عن مصدر النور والهداية، وكذبوا به، وجازاهم اللَّه على ذلك بأن حرمهم منه، وحال بينهم وبينه، فلن يقعوا في سعيهم على مصدر آخر يهتدون به، ولن يجدوا لهم من


١ جامع البيان، (٩/٣٣٥) .
٢ انظر: ص (٢٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>