للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوثقه ابن معين، والنسائي -في رواية عنهما- وقال النسائي -في رواية-: «لا بأس له»، وقال يحيى القطان: «رجلٌ صالحٌ، ليس بأحفظ الناس للحديث»، وقال أبو حاتم: «صالح الحديث، يكتب حديثه، وهو شيخ»، وقد ذكره ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار، وقال: «من جِلَّة أهل المدينة، ومتقنيهم»، وذكره في الثقات، وقال: «كان يخطئ».

وقال ابن معين -في رواية-: «ما زال الناس يتقون حديثه»، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: «كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة»، وقال أحمد: «كان يحدث بأحاديث فيرسلها، ويسندها لأقوامٍ آخرين، وهو مضطرب الحديث»، وقال ابن سعد: «كان كثير الحديث يُستَضْعَف»، وقال الجوزجاني: «ليس بقوي الحديث، ويشتهى حديثه». وفيه كلامٌ غير ذلك.

قال ابن عدي: «له حديثٌ صالحٌ، وقد حدث عنه جماعة من الثقات، كل واحدٍ منهم ينفرد عنه بنسخة، ويغرب بعضهم على بعض، وروى عنه مالك غير حديث في الموطأ وغيره، وأرجو أنه لا بأس به».

لخص حالَه ابن حجر بقوله: «صدوقٌ، له أوهام»، وللحافظ عبارةٌ أدق من هذه، وأكثر تفصيلًا؛ إذ قال في أجوبته عن أحاديث مشكاة المصابيح: «محمد بن عمرو، صدوقٌ في حفظه شيء، وحديثه في مرتبة الحسن، وإذا توبع بمعتبر قُبل، وقد يتوقف في الاحتجاج به إذا انفرد بما لم يتابع عليه، ويخالف فيه، فيكون حديثه شاذًّا» (١).

٣ - أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن، تقدمت ترجمته في الحديث التاسع، وأنه ثقةٌ مكثر.


(١) طبقات ابن سعد (القسم المتمم ص ٦٦٣)، تاريخ ابن محرز ١/ ١٠٧، أحوال الرجال ص ١٤١، الجرح والتعديل ٨/ ٣٠، الكامل ٦/ ٢٢٤، مشاهير علماء الأمصار (١٠٤٦)، ثقات ابن حبان ٧/ ٣٧٧، تهذيب الكمال ٢٦/ ٢١٢، شرح العلل ٢/ ٤٠٣، تهذيب التهذيب ٩/ ٣٧٦، التقريب (٦١٨٨)، أجوبة الحافظ عن أحاديث مشكاة المصابيح، مع المشكاة ٢/ ١٧٨٤.

<<  <   >  >>