قولهم: حماد لفلان أي حمدا له وشكرا بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر وقولهم حماداك أن يفعل كذا أي قصاراك وغايتك المحمودة منك ويحمد بطن من الأزد ومحمود اسم الفيل المذكور في القرآن في سورة الفيل وفي المثل العود أَحْمَد يقال إن أول من قاله خداش بْن حابس التميمي وذكر الميداني إن أَحْمَد يجوز أن يكون أفعل من الحامد أي من ابتداء العرف حلب الحمد فإذا أعاد كان أَحْمَد له أي أكسب للحمد ويجوز أن يكون أفعل من المفعول أي الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد وحمدة النار صوت التهابها.
قَالَ أَحْمَد بْن فارس في المقايس ليس هو من هذا الباب إنما هو من المقلوب وأصله خدمة ويمكن أن يرد إلى مثل ما رد إليه قولهم حماداك حتى يرجع إلى معنى الحمد لأن صوت النار من شدة التوقد وغاية الالتهاب.
الثانية: ابن وأصله بنو تقديره فعل والجمع أبناء كجمل وأجمال والتصغير بني وتصغير أبناء أبيناء والنسبة إلى ابن بنوي وقد يقال ابني وتبنيت فلانا أي اتخذته ابنا ويقول هذه ابنة فلان وبنت فلان والجمع بنات لا غير وقد يزاد في الابن الميم فيقال ابنم وهو معرب من مكانين يقال هو ابنم ورأيت ابنما ومررت بابنم تتبع النون الميم في الإعراب قَالَ حسان:
فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما
قَالَ الشيخ أبو الحسين ابن فارس في تفسير الابن هو الشيء يتولد