للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى رجلٍ كريمٍ غيرِ وَغْلٍ ... لَهُ الفضلُ المُبينُ عَلَى العبيدِ

عَلَى الفيَّاض شَيْبَةَ ذِي الْمَعَالِي ... أبيكِ الخيرِ وارثِ كلَّ جودِ١

صدوقٍ في المواطِن غير نِكْسٍ ... ولا سَخْت المقامِ وَلَا سَنيد٢

طويلِ الْبَاعِ، أرْوَعِ شَيْظَمِىٍّ ... مُطَاعٍ فِي عَشِيرَتِهِ حميدِ

رفيعِ الْبَيْتِ أبلَج ذِي فُضول ... وغيثِ النَّاسِ فِي الزَّمَنِ الحَرودِ

كريمِ الجدِّ لَيْسَ بِذِي وُصُومٍ ... يروقُ عَلَى المُسوَّد والْمَسُودِ

عَظِيمِ الحِلمِ مِنْ نفرٍ كِرَامٍ ... خَضَارِمة مَلَاوِثَةٍ أسودِ٣

فَلَوْ خَلَد امْرُؤٌ لِقَدِيمِ مَجْدٍ ... وَلَكِنْ لَا سَبِيلَ إلَى الخلودِ

لَكَانَ مُخَلَّدًا أُخْرَى اللَّيَالِي ... لفضلِ المجدِ والحسبِ التليدِ

رثاء بَرَّة بنت عبد المطلب لأبيها: وَقَالَتْ بَرَّة بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَبْكِي أَبَاهَا:

أعَيْنيَّ جُودَا بدمعٍ دِرَرْ ... عَلَى طَيِّب الخِيم والمعتصرْ

عَلَى مَاجِدِ الجَدِّ وَارَى الزنادِ ... جَمِيلِ المُحَيَّا عَظِيمِ الخطرْ

عَلَى شَيْبةِ الحمدِ ذِي المَكْرُمات ... وَذِي الْمَجْدِ والعزِّ والمفتخرْ

وَذِي الحلمِ والفصْلِ في النائبات ... كثيرِ المكارَمِ، جَمِّ الفَخَرْ

لَهُ فَضْلُ مجدٍ عَلَى قومِه ... مُنير، يلوحُ كضوءِ القمرْ

أَتَتْهُ الْمَنَايَا، فَلَمْ تُشْوِه ... بصرْفِ الليالى، ورَيْب القدَرْ٤


١ قولها: أبيك الخيْر. أرادت: الخيِّر فخففت، كما يقال: هيْن وهيِّن، وفى التنزيل: {خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: ٧٠] .
٢ الشخت: ضد الضخم، تقول: ليس كذلك، ولكنه ضخم المقام ظاهره. والسنيد: الضعيف الذي لا يستقل بنفسه، حتى يسند رأيه إلى غيره.
٣ ملاوثة: جمع ملواث من اللوثة، وهي القوة، كما قال المُكَعْبَر:
عند الحفيظة إن ذو لوثة لاثا
وقد قيل: إن اسم الليث منه أخذ، إلا أن واوه انقلبت ياء؛ لأنه فيعل، فخفف.
٤ لم تشوه: أي لم تصب الشوى -ما لا تقتل الإصابة فيه كاليدين والرجلين- بل أصابت المقتل، وقد تقدم في حديث عبد المطلب وضربه بالقداح على عبد الله، وكان يرى أن السهم إذا خرج على غيره أنه قد أشوي، أي: قد أخطأ مقتله، أي: مقتل عبد المطلب وابنه، ومن رواه: أشوَى بفتح الواو فالسهم هو الذي أشوى وأخطأ، وبكلا الضبطين وجدته، ويقال أيضًا: أشوى الزرع: إذا أفرك فالأول من الشوى، وهذا من الشي بالنار، قاله أبو حنيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>