للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تُذَكِّرْنيه الشمسُ عندَ طلوعِها ... وتَعرضُ ذِكْرَاهُ إذَا غربُها أَفَلْ

وَإِنْ هَبَّت الأرواحُ هَيَّجنَ ذكرَه ... فياطولُ مَا حزْني عَلَيْهِ وَمَا وَجَل١

سَأُعْمِلُ نَصَّ العيسِ فِي الأرضِ جَاهِدًا ... وَلَا أسأمُ التَّطوَافَ أَوْ تسأمُ الْإِبِلْ٢

حَياتيَ أَوْ تَأْتِي عَلَيَّ مَنِيتي ... فكلُّ امْرِئٍ فانٍ وَإِنْ غرَّه الأملْ٣

ثُمَّ قَدِم عَلَيْهِ وَهُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنْ شئتَ فَأَقِمْ عِنْدِي، وَإِنْ شئتَ فانطلقْ مَعَ أَبِيكَ"، فَقَالَ: بَلْ أُقِيمُ عِنْدَكَ. فَلَمْ يَزَلْ عندَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بَعَثَهُ اللَّهُ فَصَدَّقَهُ وَأَسْلَمَ، وَصَلَّى مَعَهُ؛ فَلَمَّا أنزل الله عز وجل: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: ٥] قَالَ: أَنَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ.

إسْلَامُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَشَأْنُهُ

نَسَبُهُ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَاسْمُهُ عَتيق، وَاسْمُ أَبِي قحافة عُثمان بْنِ عَمرو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بن تَيْم بن مُرّة بن لُؤَي بن غالب بن فِهر.

اسمه ولقبه: قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَتِيقٌ: لَقَبٌ لحُسنِ وَجْهُهُ وَعِتْقُهُ.

إِسْلَامُهُ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمَّا أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَظْهَرَ إسْلَامَهُ، وَدَعَا إلَى الله وإلى رسوله.


١ الأرواح: جمع ريح.
٢ النص: السير السريع.
٣ زاد السهيلي بعد هذا البيت قوله:
سأوصي به قيسًا وعَمرًا كليهما ... وأوصي يزيدًا ثم أوصي به جَبَل
ولما بلغ زيدًا قول أبيه قال بحيث يسمعه الركبان:
أحن إلى أهلي وإن كنت نائيا ... بأني قعيد البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمد الله في خير أسرة ... كرام معدّ كابرًا بعد كابر
انظر تمام الموضوع في: "الروض الأنف، بتحقيقنا، ج١ ص٢٨٦-٢٨٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>