للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجَمْعٍ إذَا مَا المُقْرَبات أجَزْنَه ... سِراعا كَمَا يخرجنَ مِنْ وقعِ وابلِ١

وبالجمرةِ الْكُبْرَى إذَا صَمدوا لَهَا ... يَؤُمُّون قَذْفًا رأسَها بالجَنادلِ

وكِندةَ إذ هُم بالحِصاب عَشِيَّةً ... تُجيز بِهِمْ حُجاجُ بكرِ بنِ وائلِ٢

حَلِيفَانِ شدَّا عَقْدَ مَا احْتَلَفَا لَهُ ... وردَّا عَلَيْهِ عاطفاتِ الْوَسَائِلِ

وحَطْمِهم سُمرَ الرماحِ وَسَرْحُهُ ... وشِبْرِقَه وَخْدَ النعامِ الجوافلِ٣

فَهَلْ بَعْدَ هَذَا مِنْ مَعَاذٍ لِعَائِذٍ ... وَهَلْ مِنْ مُعيذٍ يتقي اللهَ عاذل

يُطاع بنا أمرُ العدوِّ ودَّ انَّنَا ... تُسدُّ بِنَّا أبوابُ تُركٍ وكابلِ٤

كذبتمْ وبيتِ اللَّهِ نَتْرُكُ مَكَّةَ ... ونَظْعنُ إلَّا أمرُكمِ فِي بلابلِ٥

كَذَبْتُمْ وبيتِ اللَّهِ نُبْزي مُحَمَّدًا ... ولمَّا نطاعنْ دُونَهُ وَنُنَاضِلْ٦

وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّع حَوْلَهُ ... ونُذْهَل عَنْ أبنائِنا وَالْحَلَائِلِ

وَيَنْهَضُ قَوْمٌ فِي الْحَدِيدِ إليكمُ ... نهوضَ الرَّوايا تحتَ ذَاتِ الصَّلَاصِلِ٧

وَحَتَّى تَرَى ذَا الضَّغْنِ يَرْكَبُ رَدْعَه ... من الطَّعنِ فعلَ الأنْكَبِ المتحَامِلِ٨

وإما لعَمْرُ اللَّهِ إنْ جَدَّ مَا أَرَى ... لتَلْتَبِسَنْ أسيافُنا بِالْأَمَاثِلِ

بكَفَّيْ فَتًى مِثْلَ الشِّهَابِ سَمَيْدعٍ ... أخى ثقةٍ حامي الحقيقةِ باسل٩


١ المقربات: الخيل الكريمة التي تقرب مرابطها من البيوت. الوابل: المطر الشديد.
٢ الحصاب: مكان رمي الجمار.
٣ الحطم: الكسر: والسمر: من شجر الطلح. والسرح: الشجر العظام، والشبرق: نبات. والوخد: السريع. والجوافل: المسرعة.
٤ ترك وكابل: جيلان من الناس.
٥ البلابل: وساوس الهموم.
٦ نبزي: نسلب ونغلب.
٧ الروايا: الإبل تحمل الماء. والصلاصل: المزادات يسمع لها صلصلة.
٨ الضغن: العداوة، ويركب ردعه: يخر على وجهه صريعا. والأنكب: المائل.
٩ السميدع: السيد من الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>