للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكنتم حديثًا حَطْبَ قدرٍ وأنتم الـ ... ـآن حِطابُ أقدُرٍ ومَراجل

ليَهْنِئْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ عقوقُنا ... وخذلانُنا وتركُنا فِي المعَاقلِ

فَإِنْ نَكُ قومًا نَثئِر مَا صنعتمُ ... وتَحتلبوها لِقْحَةً غيرَ باهلِ١

وَسَائِطُ كَانَتْ فِي لُؤيِّ بْنِ غالبٍ ... نَفَاهُمْ إلَيْنَا كلُّ صَقْرٍ حُلاحِل٢

وَرَهْطُ نُفَيل شَرُّ مَنْ وطئَ الحصىَ ... وَأَلْأَمُ حافٍ مِنْ مَعد ونَاعل

فأبلغْ قُصيا أَنْ سيُنشر أمرُنا ... وبَشِّر قُصَيًّا بعدَنا بِالتَّخَاذُلِ

وَلَوْ طرَقت لَيْلًا قُصيًّا عظيمةٌ ... إذًا مَا لَجَأْنَا دونَهم فِي المَداخلِ

وَلَوْ صَدقوا ضَرْبًا خلالَ بيوتِهم ... لكنَّا أُسًى عندَ النساءِ المَطافِل٣

فكلُّ صديقٍ وابنِ أختٍ نعدُّه ... لَعَمْري وَجَدْنا غِبَّه غيرَ طَائِلِ

سِوَى أنَّ رَهْطًا مِنْ كلابِ بنِ مُرة ... بَراء إلَيْنَا مِنْ معقَّةِ خاذلِ٤

وهَنَّا لَهُمْ حَتَّى تبددَّ جمعُهم ... ويَحْسُر عَنَّا كُلَّ باغٍ وجاهلِ

وَكَانَ لَنَا حوضُ السقايةِ فيهمُ ... ونحنُ الكُدى مِنْ غالبٍ والكَواهلِ٥

شَبَابٌ مِنْ المطيِّبين وهاشمٍ ... كبِيضِ السيوفِ بينَ أيدِي الصَّياقِل


١ نثئر: نأخذ بثأرنا. واللقحة: الناقة ذات اللبن والباهل: الناقة المباحة للحلب.
٢ الحلاحل: السيد الشجاع.
٣ الأسى: جمع أسوة، والمطافل: ذوات الأطفال.
٤ براء إلينا من معقة خاذل. يقال قوم براء وبراء بالفتح، وبراء بالكسر، فأما براء بالكسر فجمع بريء، مثل كريم وكرام، وأما براء فمصدر، مثل سلام والهمزة فيه وفي الذي قبله لام الفعل، ويقال: رجل براء ورجلان براء، وإذا كسرتها أو ضممتها لم يجز إلا في الجمع، وأما براء بضم الباء: فالأصل فيه برءاء مثل كرماء فاستثقلوا اجتماع الهمزتين، فحذفوا الأولى، وكان وزنه فعلاء، فلما حذفوا التي هي لام للفعل صار وزنه فعاء، وانصرف لأنه أشبه فعالا، والنسب إليه إذا سميت به، براوى، والنسب إلى الآخرين بَرائي وبِرائي، وزعم بعضهم إلى أن بُراء بضم أوله من الجمع الذي جاء على فُعال، ومنها هذه الألفاظ، فرير وفرار وعرن وعران.
٥ الكُدى: جمع كُدية، وهي الصخرة العظيمة، والكواهل جمع كاهل: وهو سند القوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>