للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَرَى طالبَ الحاجاتِ نحوَ بيوتِكم ... عصائبَ هَلْكَى تَهْتَدِي بعصائبِ

لَقَدْ عَلِمَ الأقوامُ أَنَّ سَراتَكم ... عَلَى كلِّ حالٍ خيرُ أهلِ الجباجِبِ١

وأفضلُه رَأْيًا وَأَعْلَاهُ سُنة ... وأقولُه للحقِّ وسطَ المواكبِ

فَقُومُوا فَصَلُّوا ربَّكم وتمسَّحوا ... بِأَرْكَانِ هَذَا البيتِ بينَ الأخاشبِ٢

فعندكمُ مِنْهُ بلاءٌ ومصْدَق ... غداةَ أبي يَكْسومَ هادي الكتائبِ

كتيبتُه بالسهلِ تُمسى ورَجْلُه ... عَلَى القاذفاتِ فِي رءوسِ الْمَنَاقِبِ٣

فَلَمَّا أَتَاكُمْ نصرُ ذِي العرشِ ردَّهم ... جنودُ المليكِ بَيْنَ سافٍ وحاصبِ٤

فَوَلَّوْا سِراعا هَارِبِينَ وَلَمْ يَؤُبْ ... إلَى أهلِه مِلْحُبْشِ غيرِ عَصَائِبِ

فَإِنْ تَهْلِكوا نَهْلِكْ وتهلكْ مواسمٌ ... يُعاش بِهَا قولُ امرئٍ غيرِ كاذبِ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَنْشَدَنِي بَيْتَهُ، "وَمَاءٌ هُرِيقَ"، وَبَيْتَهُ: "فَبِيعُوا الْحِرَابَ"، وَقَوْلَهُ: "وَلِيُّ امْرِئِ فَاخْتَارَ"، وَقَوْلَهُ:

عَلَى الْقَاذِفَاتِ فِي رُءُوسِ الْمَنَاقِبِ

أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ.

حَرْبٌ داحس والغبراء: قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَأَمَّا قَوْلُهُ:

أَلَمْ تَعْلَمُوا مَا كَانَ فِي حَرْبِ دَاحِسٍ

فَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيدة النَّحَوِيُّ: أَنَّ دَاحِسًا فَرَسٌ كَانَ لِقَيْسِ بْنِ زُهَير بْنِ جَذيمة بْنِ رَواحة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ قُطَيْعَةَ بْنِ عِبْس بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْث بْنِ غَطَفان أَجْرَاهُ مَعَ فَرَسٍ لِحُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ بْنِ عَمرو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُؤَيَّة بْنِ لُوذان بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ فَزارة بْنِ ذُبيان بْنِ بَغيض بْنِ رَيْث بْنِ غَطَفان، يُقَالُ لَهَا: الْغَبْرَاءُ. فَدَسَّ حُذَيْفَةُ قَوْمًا وأمرهمِ أَنْ يَضْرِبُوا وَجْهَ دَاحِسٍ إنْ رَأَوْهُ قَدْ جَاءَ سَابِقًا، فَجَاءَ دَاحِسٌ سَابِقًا فَضَرَبُوا وجهه، وجاءت الغبراء.


١ الجباجب: المنازل في منى.
٢ الأخاشب: جبال مكة.
٣ القاذفات: قمم الجبال والمناقب الطرق التي فيها.
٤ السافي من يثير الغبار، والحاصب الذي يثير الحصباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>