للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيعة العقبة الأولى:

حَتَّى إذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ وَافَى الْمَوْسِمَ مِنْ الْأَنْصَارِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فلقُوه بِالْعَقَبَةِ: قَالَ: وَهِيَ الْعَقَبَةُ الْأُولَى، فَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بيعةِ النساءِ١، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب.

مِنْهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ: أَسْعَدُ بْنُ زُرارة بْنِ عُدَس بْنِ عُبَيد بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ؛ وَعَوْفٌ، وَمُعَاذٌ، ابْنَا الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَواد بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بن النجار، وهما ابنا عفراء. وَمِنْ بَنِي زُرَيق بْنِ عَامِرٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ العَجْلان بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْق، وذَكْوان بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَلَدة بن مُخْلِد بن عامر بن زُريْق.

قال ابن هشام: ذَكْوان، مهاجري أنصاري.

وَمِنْ بَنِي عَوْف بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْم بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُمْ الْقَوَاقِلُ: عُبادة بْنُ الصامت بن قيس بن أصْرم بن فِهْر بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم؛ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ،


١ وقد ذكر الله تعالى بيعة النساء في القرآن فقال: {يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} [الممتحنة: ١٢] الآية، فأراد ببيعة النساء أنهم لم يبايعوه على القتال، وكانت مبايعته للنساء أن يأخذ عليهن العهد والميثاق، فإذا أقررن بألسنتهن قال: قد بايعتكن، وما مسَّت يده يد امرأة في مبايعة كذلك قالت عائشة، وقد روي أنهن كن يأخذن بيده في البيعة من فوق ثوب، وهو قول عامر والشعبي، ذكره عنه ابن سلام في تفسيره، والأول أصح. وقيل في قوله عز وجل في الآية السابقة خبرًا عن بيعة النساء: {وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ} أنه الولد تنسبه إلى بعلها، وليس منه، وقيل: هو الاستمتاع بالمرأة فيما دون الوطء كالقبلة والجسة ونحوها، والأول يشبه أن يبايع عليه الرجال، وكذلك قيل في قوله تعالى: {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: ١٢] أنه النوح، وهذا أيضًا ليس من شأن الرجال، فدل على ضعف قول من خصه بالنوح، وخص البهتان بإلحاق الولد بالرجل، وليس منه، وقيل. "يفترينه بين أيديهن" يعني: الكذب وعيب الناس بما ليس فيهم، "وأرجلهن" يعني المشي في معصية، {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: ١٢] ، أي: في خير تأمرهن به، والمعروف اسم جامع لمكارم الأخلاق، وما عرف حسنه ولم تنكره القلوب، وهذا معنى يعم الرجال والنساء، وذكر ابن إسحاق في رواية يونس فيما أخذه عليهن، أن قال: ولا تغششن أزواجكن، قالت إحداهن: وما غش أزواجنا؟ فقال: أن تأخذي من ماله فتحابي به غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>