للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْت أَيْضًا:

فإمَّا تَسْألي عَنِّي لُبَيْنَى ... وَعَنْ نَسَبِي أخَبِّرْك اليَقينَا

فَإِنَّا للنَّبيتِ أَبِي قَسِي ... لمنصورِ بنِ يَقْدُمَ الْأَقْدَمِينَا

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: ثَقِيفٌ: قَسِيُّ بْنُ مُنبه بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازن بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكرمة بْنِ خَصَفَة بْنِ قَيْس بْنِ عَيْلان بن مُضَر بن نزار بن معد بْنِ عَدْنَانَ، وَالْبَيْتَانِ الأوَّلان وَالْآخِرَانِ فِي قَصِيدَتَيْنِ لأمية.

ثقيف تهادن أبرهة: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ، فَقَالُوا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إنَّمَا نَحْنُ عبيدُك سَامِعُونَ لَكَ مُطِيعُونَ، لَيْسَ عِنْدَنَا لَكَ خِلَافٌ، وَلَيْسَ بَيْتُنَا هَذَا الْبَيْتَ الذي تريد -يعنون اللات- إنما نريد الْبَيْتَ الَّذِي بِمَكَّةَ، وَنَحْنُ نَبْعَثُ مَعَكَ مَنْ يَدُلُّكَ عَلَيْهِ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ.

اللَّاتُ: وَاَللَّاتُ: بَيْتٌ لَهُمْ بِالطَّائِفِ كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ نَحْوَ تَعْظِيمِ الْكَعْبَةِ.

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَنْشَدَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ النَّحْوِيُّ لِضِرَارِ بْنِ الْخَطَّابِ الفِهْرِي:

وفَرَّت ثَقِيفٌ إلَى لأنها ... بمُنْقَلَب الخائبِ الخاسِر

وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أَبْيَاتٍ له.

أبو رغال ورجم قبره: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَبَعَثُوا مَعَهُ أَبَا رِغَالٍ يدلُّه عَلَى الطَّرِيقِ إلَى مَكَّةَ فَخَرَجَ أَبْرَهَةُ وَمَعَهُ أَبُو رِغَالٍ حَتَّى أَنْزَلَهُ المُغَمِّس١، فَلَمَّا أنزله به مات أبو رغال هناك، فَرَجَمَتْ قبرَه العربُ، فَهُوَ الْقَبْرُ الَّذِي يَرْجُمُ الناس بالمغمِّس.


١ المغمس: هكذا ألفيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميم الآخرة من المغَمس. وذكر البكري في كتاب المعجم أنه المُغمس بكسر الميم الآخرة، وأنه أصح ما قيل فيه، وذكر أيضًا أنه يُروَى بالفتح، فعلى رواية الكسر هو: مغمِّس مفعل من غمست، كأنه اشتق من الغميس وهو الغمير، وهو النبات الأخضر الذي ينبت في الخريف تحت اليابس، يقال: غمس المكان وغمر إذا نبت فيه ذلك، وأما على رواية الفتح، فكأنه من غمست الشيء. إذا غطيته، وذلك أنه مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاه -كل شجر له شوك- وإنما قلنا هذا؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إذا كان بمكة، كان إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمس"، وهو على ثلث فرسخ من مكة.
أما على رواية كسر الميم الثانية بزنة اسم الفاعل فهو مشتق من الغميس وهو الغمير "نبات أخضر ينبت في الخريف".

<<  <  ج: ص:  >  >>