للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَخَوُّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرَّة١ الْجَيْشِ، ثُمَّ قَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَأَخَذَ بحلْقة بَابِ الْكَعْبَةِ، وَقَامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُونَ اللَّهَ، وَيَسْتَنْصِرُونَهُ عَلَى أَبْرَهَةَ وجندِه، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ آخذ بحلقة باب الكعبة:

لاهُمَّ إن العبدَ يمـ ... ـنعُ رحلَه فامنعْ حلالَكْ٢

لَا يَغْلِبَنَّ صليبُهم ... ومِحَالُهم غَدْوًا مِحَالَكْ٣

إن كنتَ تاركَهم وقِبـ ... ـلتنا فأمْر مَا بَدَا لَكْ٤

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هذا ما صح له منها.

عكرمة بن عامر يدعو على الأسود: قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ عِكْرمة بنُ عَامِرِ بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصَي:

لاهُمَّ أخزِ الأسوَدَ بنَ مقصودْ ... الآخذَ الهجْمةَ فِيهَا التقليد٥


١ معرة الجيش: شدته.
٢ لاهمّ: أصلها: اللهم. والعرب تحذف منها الألف واللام. وكذلك تقول في: والله إنك: "لاهنك" وذلك لكثرة دور هذا الاسم على الألسنة. بل قد قالوا فيما هو دونه في الاستعمال. "أجنك" أي: "من أجل أنك". والحلال في هذا البيت: الحلول في المكان والحلال مركب من مراكب النساء والحلال أيضًا: متاع البيت وجائز أن يستعيره منها.
٣ غدوًا: غدا، والمحال: القوة والشدة.
٤ روى السهيلى بعد هذا البيت بيتًا آخر هو:
وانصر على آلِ الصليبِ ... وعابديه اليومَ آلك
٥ الهجمة: هو ما بين التسعين إلى المائة من الإبل، والمائة منها: هُنَيد، والمائتان: هِند. والثلاثمائة أمامة. وأنشدوا:
تبين رويدًا ما أمامة من هند
وكان اشتقاق الهجمة من الهجيمة، وهو الثخين من اللبن؛ لأنه لما كثر لبنها لكثرتها، لم يمزج بماء، وشُرب صرفًا ثخينًا، ويقال للقدح الذي يحلب فيه إذا كان كبيرًا: هجم. والتقليد: أي أن القلائد في أعناقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>