للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شعر أبي الصلت الثقفي: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ أَبُو الصَّلْت١ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الثَّقفي فِي شَأْنِ الْفِيلِ، وَيَذْكُرُ الحنيفيَّة دينَ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تُرْوَى لِأُمَيَّةِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الثَّقَفِيِّ:

إنَّ آياتِ ربِّنا ثَاقبات ... لَا يُمارِي فِيهِنَّ إلَّا الكفورُ

خلقَ الليلَ والنهارَ فَكُلٌّ ... مُسْتَبِينٌ حسابُه مقدورُ

ثُمَّ يَجْلُو النهارَ ربُّ رحيم ... بمَهاةٍ شُعاعُها منشورُ٢

حُبِس الفيلُ بالمُغمَّس، حَتَّى ... ظلَّ يَحْبُو كَأَنَّهُ معقورُ

لازمًا حَلْقةَ الجِرانِ كما قُطِّـ ... ـرمن صَخْرٍ كَبْكَب مَحْدُورُ٣

حَوْلَهُ مِنْ مُلُوكِ كِندةَ أبطا ... ل ملاوِيث فِي الحروبِ صُقور

خَلَّفوه ثُمَّ ابذعَرُّوا جَمِيعًا ... كُلُّهُمْ عظمُ ساقِه مكسورُ

كلُّ دينٍ يومَ القيامةِ عندَ اللَّهِ ... إلَّا دِينَ الحنيفةِ بورُ٤

شعر الفرزدق: قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ -وَاسْمُهُ هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ أَحَدُ بَنِي مُجَاشع بْنِ دَارم بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظلة بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَناة بْنِ تَمِيمٍ-يَمْدَحُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَيَهْجُو الحجاجَ بْنَ يوسف، ويذكر الفيلَ وجيشه:


١ واسم أبي الصلت: ربيعة بن وهب بن علاج.
٢ المهاة: اسم من أسماء الشمس؛ سميت بذلك لصفائها. والمها من الأجسام: الصافي الذي يرى باطنه من ظاهره. والمها: البلورة. والمهاة: الظبية.
٣ الجران: العنق. وقطّر: رمى على قطره وهو الجانب. وكبكب: اسم جبل. والمحدور: الذي حدر من جبل أي وقع.
٤ الحنيفة: الأمة الحنيفة، أي: المسلمة التي على دين إبراهيم الحنيف -صلى الله عليه وسلم- وذلك أنه حنف عن اليهودية والنصرانية، أي: عدل عنهما. فسمي حنيفًا. أو حنف عما كان يعبد آباؤه وقومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>