قلت: إن الوالد رحمه الله تعالى كان يحبُّ التحدُّث عن أخبار بلاد أفريقيا والبلاد التي رحلَ إليها.
وكان يكثر من التحدّث في هذا جدًّا، وكان إذا حضر عندَه أحدٌ من الأفارقة أو أحدٌ من البلاد التي رحلَ إليها كمصر مثلاً أخذ يتحدّث عن هذه البلاد ويعرفها، ويذكر أماكن كثيرة زارَها ويصفها أكثرَ من أهلها وقد يخطئ أهلها في بعض الأمور التي شاهدها فيها.
١٧٥- قال الوالد:"أول ما عرفت كتب الحديث في السودان لما دخلتُها".
١٧٦- قال الوالد:"لما كنت شابًّا كنت حافظًا، وكل ما قرأتُه كنتُ أحفظُه".
١٧٧- قال الوالد:"إن قراءة كتب الحديث كالبخاري ومسلم ونحوهما كانت ممنوعة من قبل مشايخنا حتى يبلغ الواحد سنّاً كبيرة".
يعني الوالد بقوله هذا التفقّه من خلال هذه الكتب، والله أعلم.
١٧٨- قال الوالد:"من أسباب خروجي من أفريقيا: عدم تدريس علم الحديث ومنعه".
١٧٩- قال الوالد: "أرادوا تعييني مدرِّسًا في مدارس فرنسا التي في البلاد أدرس العرب المسلمين فلما عرض عليّ هذا الأمر أخذت أفكّر فيه إلى منتصف الليل، ثم قمت إلى بعض أصحابي في آخر الليل أيقظهم من النوم، وقلتُ لهم: أنا عازم على الهروب، قالوا: إلى أين تهرب؟، قلت: إلى آسيا، إلى الحرمين، فقالوا: ونحنُ معك. وكان الوقت وقت الخريف، وذلك وقت كثرة