الإبل، فاخترنا أحسن الإبل وركبناها ونحن ثلاثة فقط أنا الثالث، وكمّمنا فم كل جمل حتى لا يخرج صوتًا.
وخرجنا في ليلة مظلمة في غابات من الشجر، وسرنا سيرًا شديدًا حتى قطعنا مسافة يومين، حيث لو أراد أحدٌ من أهل الحي أن يلحق بنا ما استطاع، حتى وصلنا مكانًا يعرف بقاوى قريب من النيجر، ثم سرنا إلى "كنّي" وهذه تابعةٌ للنيجر أيضًا.
و"كنّي" هذه الذي يصل إليها سيغامر، لأنّ ذلك في أيام الحرب العالمية، والمستعمر له إقامة في هذا المكان وهو "كنّي"، فلما اقتربنا منها صلينا المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا.
ثم أقبلنا على الجيش الفرنسي وكان في الغرب وبريطانيا في الشرق، فلما
أقبلنا على الفرنسين أقبل علينا رجلٌ منهم يركب فرسا أسود ذنبه يصل الأرض، فأشار إلينا إشارة: إلى أين؟، فأشرنا إليه أنا من تلك القرية وهذه القرية التي أشرنا له إليها تتجاوز الحدود "يعني: حدود النيجر".
ثم سرنا حتى أتينا على الجيش البريطاني فتعجبوا منا وقالوا: كيف تخلّصتم من الجيش الفرنسي؟، قلنا: أنجانا الله منهم، فقالوا لنا: تفضّلوا، فأجلسونا في برحة كبيرة، وقالوا لنا: ستبتونا عندنا اليوم ضيوفًا، فقلنا: لا، نحن نريد الليلة منطقة هناك، ثم قال: وكنا كلما مررنا بمدينة كبيرة أكرمنا البريطانيون وينزلونا في بيوت الضيوف، فالفرنسيُّ شرس، وأما البريطاني صبور".
١٨٠- قال الوالد: "أنا من جملة من وضع منهج التدريس للجامعة الإسلامية".
١٨١- قال الوالد: "إن شيخًا لي علّمنا التوحيد من "ألفية النحو" لابن مالك".