للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شِعْرًا: ... دَوَامُ حَالٍ مِنْ قَضَايَا الْمُحَالْ ... وَاللُّطْفُ مَوْجُودٌ عَلَى كُلِّ حَالْ

وَالنَّصْرُ بِالصَّبْرِ مُحَلَّى الظُّبَى ... وَالْجَدُّ بِالْحَدِ مَرِيشَ النِّبَالْ

وَعَادَةُ الأَيَّامِ مَعْهُودَةٌ ... حَرْبٌ وَسَلْمٌ وَاللَّيَالِي سِجَالْ

وَمَا عَلَى الدَّهْرِ انْتِقَادٌ عَلَى ... حَالٍ فَإِنَّ الْحَالَ ذَاتُ انْتِقَالْ

مَنْ لِلَّيَالِي بِائْتِلافٍ وَكَمْ ... مِنْ اعْتِبَارٍ بِاخْتَلافِ اللِّيَالْ

أَخْذٌ عَطَاءٌ مِحْنَةٌ مِنْحَةٌ ... تَفُرُّقٌ جَمْعٌ جَلالٌ جَمَالْ

حَالُ انْتِظَام وَانْتِثَارٍ مَعًا ... كَأَنَّمَا هَذِي اللَّيَالِي لآلْ

وَهَلْ سَنَا الصُّبْحِ وَجُنْحُ الدُّجَى ... لِخَلْقَةِ الأَضْدَادِ إِلا مِثَالْ

وَالظُّلْمُ الْحُلْكُ عَلَى نُورِهَا ... تَدُلُّ وَالْعُسْرُ بِيُسْرٍ يُدَالْ

وَالسَّيْفُ قَدْ يَصْدَأُ فِي غِمْدِهِ ... ثُمَّ يُجَلِّي صَفْحَتَيْهِ الصِّقَالْ

وَالشَّمْسُ بَعْدَ الْغِيمِ تُجْلَى كَمَا ... لِلْغَيْثِ مِنْ بَعْدِ الْقُنُوطِ انْهِمَالْ

وَالْفَرَجُ الْمَوْهُوبُ تَجْرِي بِهِ ... لَطَائِفٌ لَمْ تَجْرِ يَوْمًا بِبَالْ

فَصَابِرِ الدَّهْرَ بِحَالَيْهِ مِن ... حُلْوٍ وَمُرٍّ وَاعْتِدَا وَاعْتِدَالْ

فَمَا لَهُ صَبْرٌ عَلَى حَالَةٍ ... وَإِنَّمَا الصَّبْرُ حُلِيُّ الرِّجَالْ

وَلا يَضِيقُ صَدْرُكَ مِنْ أَزْمَةٍ ... ضَاقَتْ فَصُنْعُ اللهِ رَحْبُ الْمَجَالْ

وَانْظُرْ بِلُطْفِ الْعَقْلِ كَمْ كُرْبَةٍ ... فَرَّجَهَا لُطْفٌ كَحَلِّ الْعِقَالْ

وَكُلُّ إِلَيْهِ كُلَّ حاجٍ فَمَا ... لِذِي حجىً إِلا عَلَيْهِ اتِّكَالْ

وَكُل بَدْءٍ فَلَهُ غَايَة ... وَغَايَة الْخَطْبِ الشَّدِيدِ انْحِلالْ

وَكُل عَوْدٍ فَلَهُ آيَة ... وَآيَةُ الْعَقْلِ اعْتِبَارُ الْمَآلْ

وَفِي مَآلِ الصَّبْرِ عُقْبَى الرِّضَا ... مِنْ فَرَج يُدْنِي وَأَجْر يُنَالْ

عَجِبْتُ لِلْعَبْدِ الضَّعِيف الْقُوَى ... يَغُرُّ بِالرَّبِّ الشَّدِيدِ الْمَحَالْ

<<  <  ج: ص:  >  >>