وفي حديث أبي هريرة عند مسلم ج ٢، ص: ١٨٩، بشرح النّووي، يقول أبو هريرة بعد أن روى حديث نزول عيسى هذا، واقرؤوا إن شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} ، [النّساء، من الآية: ١٥٩] ، وفيه دلالة ظاهرة على أنّ مذهب أبي هريرة في الآية أنّ الضّمير في موته يعود على عيسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ كما ذكر، والرّاوي أعرف بما رواه. وقال الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً} ، [آل عمران، من الآية: ٤٦] . يقول ابن جرير عند تفسيره لهذه الآية ص: ٢٧٢، ج ٣، نقلاً عن ابن زيد، يقول في قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً} ، [آل عمران، من الآية: ٤٦] ، قال: وقد كلّمهم عيسى في المهد، وسيكلّمهم إذا قتل الدّجّال وهو يومئذٍ كهل، يعني: كما أنّ كلامه في المهد آية ومعجزة يكون كلامه كهلاً، ولا يكون كهلاً آية، إلاّ بعد نزوله وقتله الدّجّال كما صرّحت بذلك الأحاديث. وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} ، [الزّخرف، من الآية: ٦١] . قال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية: "الصّحيح أنّ الضّمير عائد على عيسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ فإنّ السّياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة. ويؤيّد هذا المعنى القراءة الأخرى: [وَإِنَّه لَعَلَمٌ للسَّاعة] ، أي: أمارة ودليل على وقوع السّاعة. قال مجاهد: "وإنّه لعلم للساعة، أي: آية للسّاعة خروج عيسى بن مريم ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ قبل يوم القيامة.