للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والشيعة، والقدرية، والمرجئة، وغيرهم، إلا الجهمية، فإنهم ليس معهم عن الأنبياء كلمة واحدة توافق ما يقولونه في النفي"١.

القول الثالث: قول حلولية الجهمية.

وهم الذين يقولون: إن الله بذاته في كل مكان

وهذا قول النجارية٢، وكثير من الجهمية عبَّادهم، وصوفيتهم، وعوامهم.

ويقولون: إنه عين وجود المخلوقات. كما يقوله أهل وحدة الوجود القائلون بأن الوجود واحد، ومن يكون قوله مركباً من الحلول والاتحاد.

وهم يحتجون بنصوص المعية والقرب ويتأولون نصوص العلو والاستواء، وكل نص يحتجون به حجة عليهم٣.

القول الرابع: قول طوائف من أهل الكلام والتصوف.

ويقولون إن الله بذاته فوق العرش وهو بذاته في كل مكان وهؤلاء يقولون: إنا نقر بهذه النصوص ولا نصرف واحداً منها عن ظاهره؛ وهذا قول طوائف ذكرهم الأشعري في مقالات الإسلاميين، وهو موجود في كلام طائفة من السَّالمية والصوفية، ويشبه هذا ما في كلام أبي طالب المكي، وابن برجان


١ مجموع الفتاوى ٥/١٢٢.
٢ هم أتباع حسين بن محمد بن عبد الله بن النجار، وقد كان أكثر معتزلة الري ومن حولها على مذهبه، وقد نقل الشهرستاني في "الملل والنحل" (١/١١٣، ١١٤) عن الكعبي قوله: (إن النجار كان يقول: إن البارئ بكل مكان وجوداً، لا على معنى العلم والقدرة) .
انظر: مقالات الإسلاميين ١/١٣٥-١٣٧، ٢٨٣-٢٨٥، والفرق بين الفرق ص١٢٦، ١٢٧، وأصول الدين للبغدادي ص٣٣٤، والتبصير في الدين ص١٠١، ١٠٢، ١٠٣.
٣ مجموع الفتاوى ٥ / ١

<<  <   >  >>