للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفيه دليل على أنه يستحب للخطيب أن يرفع بالخطبة صوته ويجزل كلامه ويأتي بجوامع الكلم من الترغيب والترهيب. ويأتي بقول: "أما بعد"

وظاهره أنه كان صلى الله عليه وسلم يلازمها في جميع خطبه. وذلك بعد الحمد والثناء والتشهد كما تفيدها الرواية المشار إليها بقوله: "وفي رواية له" الخ.

وفيه إشارة إلى أنه كان صلى الله عليه وسلم يلازم قوله: "أما بعد فإن خير الحديث" الخ في جميع خطبه١

وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال:

"كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء" ٢


١ قلت ومما يؤسف له أن هذا الحديث قد أصبح اليوم نسيا منسيا فلا أحد من الخطباء والمدرسين والمرشدين في سوريا ومصر والحجاز وغيرها يقوله بين يدي خطبته ودرسه إلا من عصم الله وقليل ما هم فأنا أذكرهم بهذا {فإن الذكرى} وأدعوهم إلى إحياء هذه السنة كما أحيى بعضهم خطبة الحاجة التي سبقت الإشارة إليها والله الموفق.
٢ رواه أبو داود وأحمد وهو في الصحيحة رقم ١٦٩.

<<  <   >  >>