للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاحذر هذه, وتصنع لها، وخذ أهبتك لبغتاتها, وتقدم في أخذ العتاد لنفيها.

حاذر الغرام بالنساء:

اعلم أن من أوقع الأمور في الدين, وأنهكها للجسد, وأتلفها للمال, وأقتلها للعقل, وأزراها للمروءة, وأسرعها في ذهاب الجلالة والوقار, الغرام بالنساء.

ومن البلاء على المغرم بهن، أنه لا ينفك يأجم١ ما عنده, وتطمح عيناه إلى ما ليس عنده منهن.

إنما النساء أشباه, وما يتزين في العيون والقلوب من فضل مجهولاتهن على معروفاتهن باطل وخدعة, بل كثير مما يرغب عنه الراغب مما عنده, أفضل مما تتوق إليه نفسه منهن.

وإنما المرتغب عما في رحله٢ منهن إلى ما في رحال الناس, كالمرتغب عن طعام بيته إلى ما في بيوت الناس, بل النساء بالنساء أشبه من الطعام بالطعام، وما في رحال الناس من الأطعمة, أشد تفاضلًا وتفاوتًا مما في رحالهم من النساء.

ومن العجب أن الرجل الذي لا بأس بلبه ورأيه يرى المرأة


١ يأجم: يكره, ويمل.
٢ الرحل: أراد به المثوى, والمنزل. وارتغب عنه: لم يرده.

<<  <   >  >>