للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من تصاحب من الناس؟:

انظر من صاحبت من الناس: من ذي فضل عليك بسلطان أو منزلة، أو من دون ذلك من الأكفاء والخلطاء والإخوان، فوَطِّنْ نفسك في صحبته على أن تقبل منه العفو, وتسخو نفسك عما اعتاض عليك مما قبله، غير معاتب, ولا مستبطئ, ولا مستزيد, فإن المعاتبة مقطعة للودِّ، وإن الاستزادة من الجشع، وإن الرضا بالعفو, والمسامحة في الخلق مقرب لك كل ما تتوق إليه نفسك, من بقاء العرض والمودة والمروءة.

واعلم أنك ستبلى من أقوام بسفه، وأن سفه السفيه سيطلع له منك حقدًا، فإن عارضته, أو كافأته بالسفه, فكأنك قد رضيت ما أتى به، فأحببت أن تحتذي على مثاله, فإن كان ذلك عندك مذمومًا, فحقق ذمك إياه بترك معارضته, فأما أن تذمَّه, وتمتثله١ فليس في ذلك لك سداد٢.

لا تصاحب أحدًا إلا بمروءة:

لا تصاحبن أحدًا، وإن استأنست به أخًا ذا قرابة, أو أخًا ذا مودة، ولا ولدًا إلا بمروءة، فإن كثيرًا من أهل


١ تمتثله: تسلك طريقه.
٢ السداد: الصواب.

<<  <   >  >>