للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ليسا بمعنى واحد، وإنما السنة دليل الحديث، فهو عبارة عن سلسلة من المحدِّثين الذين يوصلون إلينا هذه الأخبار والأعمال المشار إليها طبقة بعد طبقة، مما ثبت عند الصحابة أنه حاز موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور الدين أو الدنيا، وما ثبت أيضًا حسب هذا المعنى من المُثُل التي تحتذى كل يوم" (١) .

وأما شاخت فيقول: "إن الأحاديث ليست هي السنة بل هي تدوين السنة بالوثائق" (٢) .

ويمكن استخلاص مفهوم السنة عند المستشرقين في النقاط التالية:

١ – أن السنة هي جوهر العادات والتقاليد الموروثة.

٢ – أن السنة شرح لألفاظ القرآن الغامضة.

٣ – أن السنة وحدها هي القانون أو الديانة وهي المصدر الوحيد للشريعة.

٤ – أن السنة غير الحديث، وأنهما ليسا بمعنى واحد.

وهنا لا بد من بيان حقيقة مفهوم السنة والحديث لدحض هذا الخلط الذي انتهجه المستشرقون بقصد التشويش والتضليل على أبناء الأمة، والتشكيك في المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي.

فالسنة في اللغة: كما في القاموس المحيط هي الطريقة والعادة حسنة كانت أم سيئة، وقد جاءت بهذا المعنى في قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} [الإسراء،: ٧٧] .


(١) المرجع السابق، ص٨٣.
(٢) المرجع السابق، ص٨٤.

<<  <   >  >>