للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الخطيب العمري، أخو المؤرخ ياسين العمري في كتابه: (منهل الأولياء١) ، وقرأ عليه٢، مما يدل على أن الشيخ الجميلي وثيق الصلة بالأسرة العمّرية.

والذين خبروا الحياة الاجتماعية في (الموصل) يعلمون أن الصلة في الأسرة العلمية طلابًا وشيوخًا، هي أقوى وأمتن من الصلة في الأسرة العائلية، فقرابة العلم في الموصل الحدباء أعمق جذورًا من قرابة النسب، والطالب بالنسبة لشيخه ولد متعلم، والشيخ بالنسبة لتلميذه والد ومعلم.

وأهل الموصل مهما تعلو منزلة أحدهم جاها وثراءً ومكانةً وسلطانا يتواضع لأصحاب العمائم من علماء الدين أشد التواضع، ويحترمهم ويوقرهم ويحدب عليهم، وهم يقدمونهم ويسيرون وراءهم ولا يتقدمون عليهم، ويتنازلون لهم عن صدور مجالسهم تطوعا، وينصتون لأقوالهم وينفذون لهم رغباتهم، وقلما تجد موصليا أصيلا يجهل تفاصيل أخبار رجال الدين ونشاطهم العلمي وجهودهم في الدعوة إلى الله.

لا عجب في أن يتناقل الطلاب أخبار شيوخهم شفاهًا وتسجيلاً، ويتناقل الشيوخ أخبار طلابهم حديثًا وتدوينًا، ويدون المؤرخ تلك الأخبار بأمانة وصدق.

[أهمية هذا البحث]

- ٣ -

ولا يقلل من أهمية رحلة الإمام محمد بن عبد الوهاب العلمية إلى الموصل وأثرها في تكوينه العلمي واتجاهه الفكري إغفال المصادر والمراجع التي ترجمت له وأرخت لدعوته. لهذه الرحلة العلمية إلى هذه المدينة العلمية، ولعل أهم أسباب إغفالها هو نشر كتاب: (غرائب الأثر) متأخرا في سنة (١٣٥٩هـ-١٦٤٠م) لمؤرخ غير متهم في صدقه وأمانته، وكان نشر هذا الكتاب بعد صدور معظم تلك المصادر والمراجع، وقد كان هذا الكتاب بعد صدوره مجهولا بالنسبة للذين كتبوا بعد إخراجه للناس والواقع أن كتاب (غرائب


١منهل الأولياء ومشرب الأصفياء من سادات الموصل الحدباء (١/٢٧١-٢٧٢) .
٢منهل الأولياء (١/٢٧٢) .

<<  <   >  >>