تقربهم إلى الله سبحانه، وهي تبعدهم منه في الحقيقة، وتجلب لهم السخط والغضب، بل واللعنة والعذاب، فمن ذلك استغاثة بعضهم بالموتى المقبورين من الأولياء والصالحين، ليقضوا لهم حوائجهم التي لا يستطيع قضاءها إلا الله سبحانه وتعالى، كطلبهم منهم دفع الضر وشفاء السقم، وجلب الرزق وإزالة العقم، والنصر على العدو وأمثال ذلك، فيتمسحون بحديد الأضرحة وحجارة القبور، ويهزونها أو يلقون إليها أوراقاً كتبوا فيها طلباتهم ورغابتهم، فهذه وسائل شرعية بزعمهم، ولكنها في الحقيقة باطلة، ومخالفة لأساس الإسلام الأكبر الذي هو العبودية لله تعالى وحده، وإفراده سبحانه بجميع أنواعها وفروعها.
ومن ذلك اعتقاد بعضهم الصدق في خبر يتحدث به إنسان ما إذا عطس هو أو أحد الحاضرين عند تحدثه بذلك١.
ومنها اعتقادهم بأن أحداً من أصحابهم أو أقربائهم يذكرهم بخير
١ لعل هذا الإعتقاد حديث: "من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق" وهو حديث باطل, وقد أورده الشوكاني في كتابه "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص ٢٢٤". هذا وما بعده أمثلة جدية لبيان خطر الأحاديث الضعيفة والموضوعة, وأثرها السيء في نشر العقائد الباطلة, والعادات المسترذلة, ممايوجب على كل مسلم واع معرفتها والتحذير منها, ولا يتم ذلك إلا بالاهتمام بعلوم السنة ودراستها, وهذا مما حدا بي إلى وضع كتابي "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة" وقد صدر منه ثلاث مجلدات, وهذا الحديث تجد الكلام عليه وبيان بطلانه مفصلا فيه برقم "١٣٦" مكتبة المعارف للتوزيع والنشر- الرياض.