للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الحكم الذي لا يستطيع إصداره إلا الله عز وجل، المطلع وحده على خفايا القلوب ومكنونات الصدور، ولا تخفى عليه خافية.

أتراه لا يعلم جزاء من يفعل ذلك، أم إنه يعلم، ولكنه أعماه الحقد الأسود والتحامل الدفين على دعاة السنة؟ أي الأمرين كان فإننا نذكره بهذين الحديثين الشريفين لعله ينزجر عن غيه، ويفيق من غفلته، ويتوب من فعلته.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً وإلا كان هو الكافر" ١ وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق" ٢.

كما نقول له أخيراً: ترى هل دريت يا هذا بأنك حينما تقول ذاك الكلام فإنك ترد على سلف هذه الأمة الصالح، وتكفر أئمتها المجتهدين ممن لا يجيز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره بعد وفاتهم كالإمام أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله تعالى، وقد قال أبو حنيفة: "أكره أن يتوسل إلى الله إلا بالله" كما تقدم.

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ

ونعود لنقول: إن كل مخلص منصف ليعلم علم اليقين بأننا والحمد لله من أشد الناس حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أعرفهم بقدره وحقه وفضله صلى الله عليه وسلم، وبأنه أفضل النبيين، وسيد المرسلين، وخاتمهم وخيرهم،


١ رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
٢ رواه أحمد وأبو داود عن سعيد بن زيد وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>