٢ سورة هود آية ١٤. ٣ سورة الشورى آية ١١. ٤ مذهب أهل السنة والجماعة، أن أسماء الله عز وجل كلها حسنى كما قال تعالى {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فهي إعلام وأوصاف، إعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، فقوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} . فالسميع- يتضمن إثبات السميع اسما لله عز وجل، وإثبات السمع صفة له، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو انه يسمع السر والنجوى قال تعالى: { ... وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} فقد روى الإمام أحمد والبخاري تعليقا في كتاب التوحيد ١٣/ ٣٧٢: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية من البيت ما اسمع ما تقول"، فأنزل الله عز وجل {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} وقد أورد ابن كثير هذا الحديث في تفسير الآيةج٨/ ٦٥. وهكذا اسمه تعالى البصير. والإمام الكناني من أهل السنة والجماعة وهو الناصر لمذهبهم بما جاء في الكتاب والسنة، فلا يخالف قولهم، وأما قوله: "ولم أقل إن له سمعا وبصرا وأمسكت عند إمساكه"، فلعل ذلك على سبيل المناظرة التي يتحاشا فيها الدخول في دقائق المسائل التي قد تخفى على الحضور، وكل ما في الأمر أنه أمسك مجتهدا ولم ينف الصفة. كما أنه أثبت صفة العلم، ولهذا قال المأمون لبشر وأصحابه: ما هو بمشبه فلا تكذبوا عليه. أما المعتزلة الذين ينفون الصفات التي تدل عليها الأسماء الحسنى، فيقولون: سميع بلا سمع بصير بلا بصر، عليم بلا علم.. وهكذا يسلكون قي نفي صفات الله تعالى.