قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخفيت سبيله. قال: ما هي؟ قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما انه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب مذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا. قال: ذلك شيطان. اهـ. يقول ابن حجر في شرح الحديث ٤/ ٤٨٩ بعد أن ذكر فوائد كثيرة تؤخذ من هذا الحديث، الشاهد منها قوله: وبأن الكذاب قد يصدق. ونحن نقول هنا- أن الكذاب قد صدق برواية هذا الكتاب- بدليل ما أوردناه عن العلماء في إثبات هذه المناظرة التي جرت ويا إثبات نسبة هذا الكتاب لعبد العزيز الكناني، الذي هو حصيلة تلك المناظرة، ولأن ما ورد في الكتاب هو قول السلف جميعا، ويؤكد ذلك وجود إسناد الإمام ابن بطة لهذا الكتاب. أما ما ذكره السبكي من أن في الكتاب أمورا مستشنعة، فكما سبق القول أنه لم يذكر لنا مثالا واحدا من هذه الأمور التي يصفها بالشناعة. بل فيه إثبات أن هذا القرآن الذي نقرؤه هو كلام الله، وعند الأشاعرة جميعا ومنهم السبكي إن هذا القرآن بين أيدينا مخلوق. أما كلام الله عندهم فهو المعنى النفي القائم بالذات.