والميزان العدل هو الكتاب والسنة وعليهما تعرض أقوال الناس وأعمالهم فما شهدا له بالصحة فهو الحق وماذا بعد الحق إلا الضلال، ونحن نتحقق أن في أمصار المسلمين كثيراً ينكرون هذه الأمور الشركية، كما قد سمعنا من بعض من لقينا وبلغنا عن بعض من لم نلق، لكن صارت الغلبة لضدهم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أما قول المعترض: لو أن عبارات العلماء مثل البيضاوي والقسطلاني وغيرهما تجدي لديكم شيئاً لذكرناه لكم ولكنها تمحي بلفظة واحدة وهي أنهم كفار.. انتهى. فهلا ذكر لصحابه من كلام من ذكر وغيرهم ما ينشطهم وهو قد غرهم بما افتراه من الكذب على الله وعلى رسوله وعلى علماء الأمة عامة، فما الذي يمنعه من ذكر الصدق لهم ليزدادوا يقيناً في باطلهم، وأما افتراؤه علينا أننا نكفِّر علماء المسلمين فهو قد اجترأ على الكذب على الله وعلى رسوله وقد قال الله تعالى:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[النحل:١٠٥] . ونحن ندعو للمسلمين عموماً ولعلمائهم خصوصاً فنقول:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}[الحشر:١٠] ، ومع ذلك نقول كما أوصونا به:"كل يؤخذ من كلامه ويرد إى رسول الله صلى الله عليه وسلم". ولهم زلات، وفي الحديث المشهور:"اتقوا زلة العالم" ١ فإذا تبين لنا زلة أحد منهم لم نتابعه عليها وندعو له، وقد
"١" ضعيف: اخرجه البيهقي في الكبرى "١٠/ ٢١١" وابن عدي في الكامل "٦/ ٦٠" من حديث عمرو بن عوف، وفي إسناده كثير بن عبد الله، قال عنه أحمد: منكر ليس بشيء.