للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره بيده الأخرى فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون ".
فذكرت له هذه الأحاديث وغيرها، ثم قلت له: هل تقبل هذه الأحاديث تأويلاً، أم هي نصوص قاطعة؟ وهذه أحاديث تلقتها الأمة بالقبول والتصديق ونقلتها من بحر غزير. فأظهر الرجل التوبة وتبين له الحق.
فهذا الذي أشرت إليه أحسن الله إليك أن أكتبه.
وهذا باب واسع، {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}[النور: ٤٠] ، و {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}[الكهف: ١٧] .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى المحمدين، وأبي زكريا، وأبي البقاء عبد المجيد، وأهل البيت ومن تعرفونه من أهل المدينة وسائر أهل البلدة الطيبة.
وإن كنتم تعرفون للمدينة كتابًا يتضمن أخبارها، كما صنف أخبار مكة. فلعل تعرفونا به.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وسئل رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل: "ما ترددن عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته" ما معنى تردد الله؟.
فأجاب: هذا حديث شريف رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء. وقد رد هذا الكلام طائفة وقالوا أن الله لا يوصف بالتردد، وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور والله عالم بالعواقب وربما قال بعضهم أن الله يعامله معاملة المتردد.
والتحقيق إن كلام رسول الله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله ولا أنصح لأمته منه ولا أفصح ولا أحسن بيانا منه، فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوأهم أدبا بل يجب تأديبه وتعذيره ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الظنون الباطلة