للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" وهذا ضابط نافع في كيفية الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته"١. وقال في موضع آخر:

"وهذه فائدة عظيمة فاحفظها في خزانة قلبك فإنها خير الكنوز وأنفعها"٢.

وإليك جملة من الأمثلة في أمور ينزه الله عنها مع بيان ابن سعدي لها:

ـ الله منزه من النسيان والغفلة، قال ابن سعدي رحمه الله:

"وينزه عن الغفلة والنسيان بوجه من الوجوه؛ لأنه عالم الغيب والشهادة وعلمه محيط لا يعرض له ما يعرض لعلم المخلوق من خفاء بعض المعلومات أو نسيانها والذهول عنها"٣.

قال تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} ٤.

ـ ومنزه عن الاحتياج إلى الرزق والطعام قال رحمه الله: "وينزه عن احتياجه إلى الطعام والرزق فإنه تعالى هو الرزاق لجميع الخلق الغني عنهم وكلهم فقراء إليه قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} ٥، {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ} ٦" ٧.

ـ ومنزه عن الظلم: قال رحمه الله: "وينزه الباري عن الظلم للعباد بأن يزيد في سيئاتهم أو ينقص من حسناتهم أو يعاقبهم على ما لم يفعلوا فإن الظالم لا يفعله إلا من هو محتاج إليه أو من هو موصوف بالجور، وأما الله الغني عن خلقه من جميع الوجوه الحكم العدل الحميد، فما له وظلم العباد. قال الله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد} ٨"٩.

ـ ومنزه عن العبث: قال رحمه الله "ويجب تنزيه الله عن العبث في الخلق والأمر فلم يخلق شيئاً عبثاً ولا باطلاً ولا شرع شيئاً إلا لحكمة عظيمة؛ لأنه حكيم حميد فمن تمام حكمته وحمده إتقان المصنوعات وإحكامها وإحكام الشرائع على أكمل وجه وأتمه" ١٠.


١ التنبيهات اللطيفة /١٢.
٢ الخلاصة /١٧٧.
٣ الحق الواضح المبين/١٠
٤ سورة طه/ آية ٥٢.
٥ سورة الذاريات/ الآيات ٥٦، ٥٧، ٥٨.
٦ سورة الأنعام/ الآية ١٤.
٧ الحق الواضح المبين/١٠، ١١ والتفسير ٧/١٨٢.
٨ سورة فصلت/ آية ٤٦.
٩ الحق الواضح المبين/١٠
١٠ الحق الواضح المبين/١٠.

<<  <   >  >>