للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على العبادة المحافظين على الديانة بأنواعها، وكان إماماً في مسجد المسوكف بعنيزة١ فعني بابنه عبد الرحمن وسعى في تربيته تربية صالحة.

فلمّا توفاه الله عطفت عليه زوجة والده وكفلته وأحبته أكثر من حبها لأولادها وصار عندها موضع العناية والرعاية، فلما شب صار في بيت أخيه الأكبر حمد بن ناصر، فنشأ نشأة صالحة كريمة٢.

وكان والده قد أوصى به إلى ابنه الأكبر حمد فقام برعايته وتربيته خير قيام، وكان حمد رجلاً صالحاً ومن حملة القرآن ومن المعمرين٣.

هذا وإن الشيخ عبد الرحمن كان منذ نشأته صالحاً مثاراً للإعجاب محافظاً على الصلوات الخمس مع الجماعة، واشتهر منذ حداثته بفطنته وذكائه ورغبته الشديدة في طلب العلم وتحصيله٤.

فتوفرت له البيئة الصالحة، والرغبة الشديدة في طلب العلم، فاجتهد في طلب العلم وجد فيه وسهر الليالي وواصل الأيام ومضى في طريقه قُدُماً لا يلوي على شيء غير العلم ولا يريد شيئاً غير تحصيل العلم. فلا يكاد الواصفون يصفون شدة حرصه وإقباله على العلم والتعلم، وهكذا حتى نال حظاً وافراً في العلوم الشرعية٥.

رابعاً: صفاته الخَلقية:

كان ذا قامة متوسطة، شعره كثيف، ووجهه مستدير ممتلئ طلق، ولحيته كثيفة، ولونه أبيض مشرب بالحُمرة، وكان شعره في شبيبته في غاية السواد. وفي شيخوخته في غاية البياض يتلألأ كأنه فضة، ووجهه حسن عليه نور في غاية الحسن وصفاوة اللون٦


١ آخر المختارات الجلية، طبعة المدني بقلم سليمان السناني ص أ، وروضة الناظرين للقاضي ١/٣١٩.
٢ علماء نجذ للبسام ٢/٤٣٣، ومشاهير علماء نجد لآل الشيخ /٣٩٢.
٣ روضة الناظرين للقاضي ١/٣١٩.
٤ روضة الناظرين للقاضي ١/٣١٩، سيرة السعدي جمع الفقي بقلم أحد تلاميذ الشيخ/٩.
٥ سيرة السعدي جمع الفقي بقلم أحد تلاميذه الشيخ/١٠, وآخر الكتبا المختارات الجلية بقلم السناني/أ.
٦ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٥، وآخر كتاب المختارات الجلية، طبعة المدني، بقلم السناني، ص هـ.

<<  <   >  >>