للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فاهتمت به الحكومة، حيث أرسل له الملك سعود رحمه الله طائرة خاصة، وفيها طبيبان، قررا بعد الكشف عليه سفره للعلاج في لبنان وصحباه في السفر١.

فسافر إلى بيروت في عام ١٣٧٣هـ وبقي هناك شهراً، يعالج حتى شفاه الله، ونصحه الأطباء بالراحة وقلة التفكير والاجهاد٢. واجتمع في سفره هذا بعدد من العلماء، وتعرف بجملة من الفضلاء٣، منهم الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني كما حدثني بذلك.

ثم رجع إلى عنيزة فباشر فيها أعماله، ولم يصبر على ترك العلم فقام فيها تعليماً وإمامةً وخطابةً وتأليفاً وبحثاً؛ لأن هوايته العلم وكان يقول إن راحتي في مزاولة عملي٤.

فصار المرض يعاوده ثم يشفى، ولا يصده عن الخروج، ويحدث معه رعدة وسكتة لا يقدر معها على الكلام وتبقى دقيقة واحدة ثم تزول بدون تألم سوى برد يتلوه عرق٥.

وفي شهر جمادى الآخرة سنة ١٣٧٦هـ اشتد عليه المرض أكثر مما كان وصار معه مثل البرد والقشعرية.

وفي ليلة الأربعاء ٢٢ من الشهر المذكور، وبعد فراغه من الدرس اليومي المعتاد، وبعد فراغه من صلاة العشاء، أحس بثقل وضعف في الحركة فأشار إلى أحد تلاميذه بأن يمسكه ويذهب معه إلى البيت ففعل وهرع معه أناس من الحاضرين، فلم يصل إلى البيت إلا وقد أغمي عليه، ثم أفاق بعد ذلك فحمد الله وأثنى عليه، وتكلم مع أهله الحاضرين بكلام حسن طيب، ثم عاوده الإغماء مرة أخرى فلم يتكلم بعد ذلك.

فلما أصبحوا صباح الأربعاء دعوا الطبيب فقرر أن معه نزيفاً في المخ، وإن لم يتدارك فوراً فإنه يموت.

فأبرقوا لابنه وللملك فيصل ـ لما كان وليا للعهد ـ فأصدر أمره الكريم عاجلاً


١ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٥، وآخر كتاب المختارات الجلية، طبعة المدني ص: ز.
٢ علماء نجد للبسام ٢/٤٢٩٢، وروضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٥، وغيرهما.
٣ آخر كتاب المختارات الجلية، طبعة المدني، ص: ز.
٤ علماء نجد للبسام ٢/٤٣٩، روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٥، مشاهير علماء نجد لآل الشيخ /٣٩٦. وغيرها
٥ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٥.

<<  <   >  >>