للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وشهد له بالتبليغ أفاضل الأمة من الصحابة، فمن بعدهم من أئمة الدين ورجال المسلمين"١.

وقال عند قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} ٢، "ولهذا كان الكتاب والسنة كافيين كل الكفاية في أحكام الدين وأصوله وفروعه.

فكل متكلف يزعم أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم إلى علوم غير علم الكتاب والسنة من علم الكلام وغيره فهو جاهل مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله ودعا إليه وهذا من أعظم الظلم والتجهيل لله ولرسوله"٣.

والمقصود أن الدين كامل بأخباره وبأوامره ونواهيه وفرائضه وسننه وجميع أحكامه فما ترك الرسول الكريم من خير إلا دل أمته عليه ورغبها في العمل به، وما ترك من شر إلا ودل أمته عليه وحذرها منه، وإن من أعظم الشرور التي حذر الرسول الأمة منها الإحداث والابتداع في الدين.

تعريفه للبدعة:

ذكر ابن سعدي تعريفاً جامعاً للبدعة فقال: "البدعة هي الابتداع في الدين فإن الدين: هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة وما دلت عليه أدلة الكتاب والسنة فهو من الدين وما خالف ذلك فهو البدعة، هذا هو الضابط الجامع"٤.

وقال: "البدعة هي خلاف السنة"٥.

تقسيمه للبدعة:

قسم ابن سعدي كغيره من العلماء البدعة إلى قسمين:-

بدعة قولية، وبدعة عملية.

فقال: "تنقسم البدعة بحسب حالها إلى قسمين: بدع اعتقاد ويقال لها البدع القولية، وميزانها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في السنن "ستفترق هذه الأمة على ثلاث


١ التفسير ٢/٣٢٠.
٢ سورة المائدة/ الآية ٣.
٣ التفسير ٢/٢٤٢، ٢٤٣.
٤ الفتاوى السعدية /٧٣.
٥ سؤال وجواب /١٧.

<<  <   >  >>