للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: الإيمان بأشراط الساعة]

ورد في الكتاب والسنة ما يدل على أن للساعة علامات تدل على قرب وقتها ودنوه فالواجب على كل مسلم أن يصدق بكل ما ورد في ذلك وأن يؤمن بأنه كله حق وأنه سيقع طبقا لما أخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قال السفاريني في درته المضيئة:

وما أتى في النص من أشطراط

فكله حق بلا شطاط١

فمن أدلة الكتاب على أمارات الساعة:

قوله تعالى:

{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} ٢.

وقد ورد في القرآن الكريم ذكر جملة من أشراط الساعة، سيأتي ذكر بعضها قريباً.

أما أدلة السنة على أشراط الساعة فكثيرة متواترة:

منها: حديث جبريل المشهور حيث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمارات الساعة: "قال أخبرني عن أماراتها، فقال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان" ٣

ومنها: حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: "طلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال ما تذاكرون؟ قالوا نذكر الساعة قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج ـ ثلاثة خسوف خسف بالمشرق،


١ الدرة المضيئة في عقد الفرقة المرضية للسفاريني ١/٧٠، من شرحها لوامع الأنوار البهية..
٢ سورة محمد/ ١٨.
٣ أخرجه مسلم ١/٣٨.

<<  <   >  >>