للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: الإيمان بالنفخ في الصور]

لقد أخبر الله عز وجل في كتابه بثلاث نفخات:

نفخة الفزع في سورة النمل في قوله: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} ١.

ونفخة الصعق والقيام ذكرهما في قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} ٢ " ٣.

فالنفخة الأولى هي التي يتغير بها هذا العالم ويفسد نظامه، ويحصل الفزع فيها لشدة ما يقع من هول تلك النفخة.

والنفخة الثانية وهي التي فيها هلاك كل شيء ودماره إلا من استثناه الله كما قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}

وأما النفخة الثالثة فهي التي يبعث الناس فيها من قبورهم ويقومون لرب العالمين٤.

وقد ذكر ابن سعدي هذه النفخات بأنواعها، وذكر معنى الصور ومن الموكل بالنفخ فيه، وما يحدث عقب هذه النفخات من هلاك أو دمار أو فزع أو شدة.

قال في تعريف الصور والنافخ فيه: "وهو قرن عظيم لا يعلم عظمته إلا خالقه ومن اطلعه الله على علمه من خلقه، ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام أحد الملائكة المقربين وأحد حملة عرش الرحمن"٥.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعم وقد


١ سورة النمل/ الآية/ ٨٧.
٢ سورة الزمر/ الآية/ ٦٨.
٣ الفتاوى لابن تيمية /٤/٢٦٠، ٢٦١. وانظر الفتاوى ١٦/٣٥، والنهاية لابن كثير ١/٢٥٣، وعارضة الأحوذي لابن العربي ٥/٢٥٩.
٤ لوامع الأنوار البهية للسفاريني ٢/١٦٤.
٥ التفسير ٦/٤٩٣.

<<  <   >  >>