للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} ١.

وقوله: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ. ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ. ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} ٢.

وغيرها من النصوص وهي كثيرة جداً بل القرآن كله من فاتحته إلى خاتمته مملوء بذكر أحوال البعث والنشور وما بعده، وأما الأحاديث في هذا الباب فكثيرة جداً.

منها حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: "كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة ولا ولدا"٣.

ومنها حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة، قالوا أي عظم هو يا رسول الله قال: عجب الذنب"٤.

ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر. فوالله لإن قدر علي ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً. قال ففعلوا ذلك به فقال للأرض أدي ما أخذت فإذا هو قائم فقال له ما حملك على ما صنعت؟ فقال خشيتك يا رب أو قال مخافتك، فغفر له بذلك"٥.

والنصوص في ذلك كثيرة بل إن هذا الأمر محل اتفاق الرسل، والكتب مطبقة على حصول ذلك، فالواجب الإيمان بذلك إذ هو من الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإيمان.

وقد كفر الله من أنكره بقوله: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ٦.

وقد اعتنى ابن سعدي بتقرير هذا الأمر، وبيان شواهده وأدلته الحسية والمعنوية


١ سورة لقمان/ الآية/ ٢٨.
٢ سورة عبس/ الآيات/ ٢٠، ٢١، ٢٢.
٣ أخرجه البخاري ٥/٢٢٧١.
٤ أخرجه مسلم ٤/٢٢٧١.
٥ أخرجه مسلم ٤/٢١١٠، وأخرجاه بنحوه من حديث أبي سعيد الخدري. البخاري ٨/٢٠٠، ومسلم ٤/٢١١١.
٦ سورة التغابن/ الآية/ ٧.

<<  <   >  >>