للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" فتارة يعذبون بالسعير المحرق لظواهرهم وبواطنهم كلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها، وتارة بالزمهرير الذي قد بلغ برده أن يهرى اللحوم ويكسر العظام، وتارة بالجوع المفرط والعطش المفظع، وإذا استغاثوا لذلك أغيثوا بعذاب آخر، ولون من الشقاء ينسى ما سبقه فيغاثون بطعام ذي غصة، بشجرة الزقوم التي تخرج في الذي يوقد عليه النار، وإن يستغيثوا للشراب يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه، إذا قرب إليها فلا يدعهم العطش مع ذلك أن يتناولها، فإذا وصلت إلى بطونهم قطعت أمعاءهم ولا يزالون في عذاب شديد لا يفتر عنهم العذاب ساعة، ولا يرجون رحمة ولا فرجا ... "١.

فنعوذ بالله من جهنم وما قرب إليها من قول أو عمل.

الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن:

وقد دل على وجودهما نصوص كثيرة في الكتاب والسنة:

قال تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ٢.

وقال: {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} ٣.

وقال: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} ٤"٥.

وقال: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً} ٦.

وقد ورد في السنة أحاديث كثيرة تدل على ذلك:

منها: حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار"٧.

ومنها: حديث عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء"٨.


١ الخلاصة /٢٨.
٢ سورة آل عمران/ الآية ١٣٣.
٣ سورة الحديد/ الآية ٢١.
٤ سورة البقرة/ الآية ٢٤.
٥ سورة البقرة / الآية ٢٤، وسورة آل عمران /الآية ١٣١.
٦ سورة الفرقان/ الآية ١١.
٧ أخرجه البخاري ٢/١٠٣، ومسلم ٤/٢١٩٩، وأحمد ٢/٥١.
٨ أخرجه البخاري ٧/١٧٩، وأحمد ١/٥١.

<<  <   >  >>