للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد سانده الله تعالى ثم أيده بالطوفان، وكانت معجزة إبراهيم أن قلبه خلا من كل ما سوى الله.. وأنه ألقي في النار فكانت بردا وسلاما عليه، وكامن معجزة موسى عصا تتحول إلى حية جبارة، وكانت معجزة عيسى إحياء الموتى وكانت معجزة محمد كتابا هو القرآن وخلقا هو القرآن وعند هذه المعجزة نقف برهة بعد بيان بشرية الأنبياء.

وإلى جانب معجزة القرآن أيده الله بعلامات النبوة التي أعجزت الكفار وأدهشتهم مثل انشقاق القمر ومعراجه على السماء، إلى سدرة المنتهى وكفاية الله له من أعدائه وعصمته من الناس وإجابة دعائه، وإعلامه بالغيبيات الماضية والمستقبلية وتأثيره في تكثير الطعم والشراب وغيره من المعجزات التي وردت في كتب السيرة والتراجم.

بشرية الأنبياء وحكمة الله فيها:

يبين عبد الوهاب حكمة الله في إرسال الأنبياء والمرسلين من البشر عملا بقوله تعالى: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} (١) حتى تتوافر الالفة ويحدث التقارب هذا من ناحية ومن ناحية الاخرى حتى يكون للمعجزة التي يجريها الله على يد نبيه لها معنى لكي تفوق بلوم المعجزة على يد ملك ليس بغريب ويقول الله تعالى في هذا الشأن {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} (٢) .

أي خلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حتى يشكوا فلا يدرون الملك هو أم آدمي؟

ثانيا: بشرية الأنبياء اقتضت أن تكون صفاتهم هي عين الصفات التي يتحلى بها البشر من حيث أنهم أكمل الخلق علماً وعملاً وأصدقهم وأبرهم وأكملهم أخلاقا لأن الله اختارهم وخصهم بفضائل لا يلحقهم فيها أحد وبراهم من كل خلق رذيل ويجب محبتهم وتعظيمهم ويحرم الغلو فيهم ورفعهم


(١) المؤمنون: ٢٤
(٢) الانعام: ٩

<<  <   >  >>