للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعجزة في لسان الشرع أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة (١) .

والمعجزة: أما حسية، تجابه الحواس، تتحدى القدر.... من هذا النوع، أي أنها كانت تقع في مجال الحس، وخاصة حاسة النظر، حيث أنها في هذا المجال تتكشف للناس على صورة تكاد تكون واحدة، لا اختلاف عليها بينهم لأن الناس لا يختلفون اختلافا بعيدا في مدلول ما يقع للحواس الأخرى من مسموعات، ومذوقات، ومشمومات، وملموسات.

يقول السيوطي: (وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية ... لبلادتهم، وقلة بصيرتهم ... وأكثر معجزات هذه الأمة ـ الإسلامية عقلية لفرط ذكائهم، وكمال إفهامهم ـ ولأن الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة، خصت بالمعجزة العقلية الباقية.. ليراها ذوو البصائر) (٢)

وتتعدد المعجزات وتختلف كما هو معروف من تاريخ الأديان ونصوص الكتب المقدسة، أن كل نبي كان يحمل بين يديه إلى قومه آية صدقه في معجزة يلقاهم بها، متحديا على صورة لم يسبقة إليها أحد من قبل، ولم ينكشف للناس شيء من وجهها قبل أن تطلع عليهم، قاهرة متحدية.. بل إن بعض الأنبياء كان يحمل إلى قومه أكثر من معجزة ويجيء إليهم بأكثر من دليل يدل على أنه مرسل من عند الله، وهذه المعجزات التي بين يديه هي شهود عدول على صدق ما يقول، وما يدعي.

فموسى عليه السلام حمل لبني إسرائيل عصا كانت تتفجر منها المعجزات يلقى بها من يده فتنقلب حية تسعى، ويضرب بها البحر فينفلق إلى جانب تلك العصا ومعجزاتها معجزة أخرى هي يده يدخلها في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء. (٣)


(١) السيوطي ـ الاتفاق في علوم القرآن ـ جـ٢ ص ١١٦
(٢) المرجع السابق
(٣) ابن غنام ـ تاريخ نجد ـ ص٦٥١

<<  <   >  >>